يقول بول جراهام “الشركة الناشئة هي شركة صُممت خصيصا لتنمو سريعاً”، ثم أكمل جراهام كلامه قائلاً: ” إذا نمت شركتك، إذن فكل شيء أصبح في مكانه بعد ذلك”. بالطبع يبدو الكلام سهلا أكثر من الفعل. إذا كنت جزء من شركة نمت سريعاً، ستفهم وجهتي النظر.
من ناحية، لديك زيادة في المبيعات وتبدأ في صناعة اسمك وشهرتك، ومن ناحية أخرى، هناك بعض التغيرات التنظيمية والإدارية المحتومة. لأنك عليك التعامل مع الأهداف التي وضعتها مسبقاً، والأهداف ورؤيتك لجديدة وبالتأكيد التعامل مع الأزمات وإدارتها، وكيف ستتعامل مع العملاء وكيف تساهم في تطوير خدمتك أو منتجك.
بغض النظر عما إذا كان التطور ضار أم نافع، يجب أن تتحمل تحديات هذه التغيرات. لكن كيف تفعل ذلك؟ لا تقلق هذه بعض النصائح التي تفيدك في إدارة شركتك الناشئة التي تنمو سريعاً.
1- فكر في هدف متوسط المدى وتعامل معه
عندما بدأت التخطيط لعملك، بالتأكيد وضعت العديد من الأهداف قصيرة وطويلة المدى، ولكن هل فكرت ووضعت أهداف متوسطة المدى؟
يؤكد هنري هسو – مدير النمو والأسواق الجديدة في نيردواليت- على حسابه في لينكد إن، أن الخطة المهنية الكاملة ينبغي أن تحتوي على:
- رؤية ومهمة طويلة المدى- يحتاج المستقبل أن ترى كيف تريد وظيفتك أن تكون وكيف ستحقهها، بناءاً على قيمك المهنية.
- سلسلة من الأهداف متوسطة المدى تدعم هذه الرؤية. هذه الثلاث إلى خمس سنوات من المعالم الواضحة والأهداف التي تخدم إنطلاقة هذه الرؤية.
- استقرار قصير المدى الذي تسعى إليه- مهارات وخبرات أو إنجازات يمكن تحقيقها في فترة ما بين سنة إلى 18 شهراً تساعدك في تحقيق الأهداف متوسطة المدى.
أضاف هسو، أن الرؤية والمهمة طويلة المدى في الواقع سلسلة من الأهداف متوسطة المدى. عندما تنمو شركتك سريعاً، من السهل أن تتخطى هذه الأهداف متوسطة المدى، لأنك على ما يبدو أُجبرت على تغيير الأهداف.
طبقاً للحوار مع رجل الأعمال إيان جونسون في جريدة التايمز الأمريكية: ” العديد من الشركات والأعمال سريعة النمو يغيروا أهدافهم بشكل كبير، لا ينتهون مطلقاً من هدف بشكل كامل حتى يبدأون في غيره. لذلك حدد بعض الأهداف متوسطة المدى وأكملها وقم بتسليمها”
2- حافظ على عملائك سعداء
لا يهم في أي مرحلة شركتك الناشئة، لا يمكن أبداً التوقف عن الاستماع إلى عملائك. كما يؤكد جونسون: ” العملاء لديهم أكثر الأفكار ارتباطاً، أكثر سرعة في إبداء رأيهم، ويكونون سعداء للمساعدة (عبر مواقع التواصل الإجتماعي) ويدفعون الفواتير.
لذلك حافظ على منهج الاستماع إلى عملائك طوال الوقت والتعامل مع آرائهم”.
يضيف مروان دايا- مدير عام وتنفيذي- عبر حسابه على لينكد إن، ينبغي عليك أن تتأكد من أنك تستطيع معالجة نظام الدعم الخلفي back-end support systems، التوصيل ووحدات التنفيذ خلال فترة النمو السريع.
باختصار إذا شعر العملاء بالضيق من خدماتك أو منتجاتك، ستواجه وقت صعب لإعادتهم مرة أخرى.
3- الحصول على مستشار رائع
يمكن للمستشار أن يتحمل الكثير من العبء على كتفيه، خاصة لأنه يكون ذو خبرة ويعمل كمنفذ للعمل. وأنت بالطبع تستفيد من خبراته ونصائحه لأنه كان في مكانك من قبل.
لا تجعل غرورك واعتزازك بنفسك يمنعك من اتخاذ هذه الخطوة، والحصول على مستشار، بعض من رجال الأعمال الناجحين كان لديهم مستشارين طوال طريقهم.
كان لـ بيل جيتس مستشار يُدعى بافت، ومارك زوكربيرج مستشاره كان جوبز. وكما أوضح ريتشارد برانسون: من فضلك خذ بنصيحتي، لا يهم كم يبلغ ذكائك كما تعتقد، أو نبوغك، ومهما كانت وجهة نظرك صائبة وخارج النطاق، كل فريق في شركة ناشئة يحتاج على الأقل لـ مستشار واحد جيد”
4- الحصول على الفريق المناسب
لا يمكنني أن أؤكد على هذا أكثر، الحصول على أعضاء فريق يتفوقون على ذكائك ضروري لأي شركة ناشئة. سيكون هذا فريقك، وليس فقط منتجك وخطتك الإستراتيجية لإدارة المنتج والعمل، الذي يساعدك على الوصول بشركتك إلى النجاح.
بينما أؤكد على أهمية تكوين فريق لشركة ناشئة، فإن هيكلة هذا الفريق في هذا الوقت تختلف قليلاً.
ذكرت نيكول فالون في جريدة أخبار الأعمال اليومية (Business News Daily) أنك تحتاج لتوظيف وتشغيل أفضل الأشخاص القادرين على إدارة أقسامهم. وبفعل ذلك، تستطيع أنت التركيز على الإستراتيجية الكاملة.
وأقدم لك 3 نصائح لتقييم فريقك والحصول على فريق رائع:
1- المؤسسين: عليك بتقييم شركائك، يجب أن يكونوا من الدرجة الأولى، وإلا ينتهي بك الأمر شركة متوسطة النجاح. التكامل بين الشركاء شيء أساسي وأيضا توزيع الأدوار في اتخاذ القرار، من المسئول عن التقنينات ومن المسئول عن الإدارة المالية.
هذه الخطوة الأساسية والحيوية توفر عليك مشاكل قانونية قد تحدث في المستقبل.
2- المستشارين- الدوام الجزئي ومشاريع العقود: يجب أن يتوافر لديك مستشار خبيرا في السوق، مسئول للتواصل، شخص ذو ثقة في المجال يضع اسمه معك يكون ثقلاً لك في الوسط، مدرب شخصي وخبير تقني.
3- فريق عمل دوام كامل: لا يتم توظيف الفريق من أول يوم، تبدأ فقط مع الأشخاص الذي يحتاجهم حجم العمل، بعدها سيقرر فريقك المالي متى تكون جاهزاً لتبدأ بتعيين الفرق الكامل.
5- وضع الآثار الاقتصادية في الاعتبار
بينما يتوسع مشروعك بسرعة، توجد بعض الآثار الاقتصادية التي عليك وضعها في الاعتبار.
شرحت تيري ليفن- خبير ومستشار في الأعمال- في Quickbooks – أنها تنصح عملائها أن يجمعوا الديون المعلقة بسرعة، يقللوا الأسعار حوالي 10-15%، عرض الخصومات على العملاء عند الدفع الفوري وتقليل النفقات بالقضاء على النفقات غير الضرورية.
كما تنصح ليفن بمراقبة مؤشرات الأداء الرئيسية، الإبقاء على مخزون من المنتجات المتوقعة التي تحقق أفضل مبيعات، والحصول على مكان ايجاره لفترة قصيرة إذا احتجت لمكان أكبر.
ينبغي عليك التركيز على هذه المجالات المالية الخمس لإدارة الشركات سريعة النمو:
- تخصيص ميزانية لعملك.
- فهم ومراقبة تحركاتك المالية.
- تقييم مشتريات الأدوات بناءاً على الأرقام وليس المؤسسة.
- تخطيط تكاليف موظفيك.
- طلب مساعدات مالية خارجية إذا تطلب الأمر.
6- تخلص من بعض الأشياء بينما تنمو
أحيانا توجد كثير من الأشياء تستخدمها للعمل، أصبحت لا تعمل، لذا عليك التخلص منها. توجد على الأرجح مجموعة من هذه الأشياء، تفعلها دائما تعرقلك وأنت قد لا تدرك ذلك.
يذكر بوب ساتون- خبير سلوك تنظيمي في كلية هندسة ستانفورد- كيف أن الرئيس التنفيذي السابق لـ جنرال موتورز- إيد وايتاكر – خفض من استخدام الأوراق للمساعدة على إحياء الشركة.
وكيف أن دونا موريس، مسئولة الموارد البشرية في أدوبي، قضت على تقارير الأداء كلياً، مما ساعد الموظفين على التحرر من العمل المرهق. بالنسبة لشركة ناشئة يمكنك تخصيص ساعات عمل موظفيك لأشياء أكثر انتاجية.
وأخيرا….الشركة الناشئة تعني النمو السريع
إن التحول من شركة تمهد لتكون ناشئة إلى شركة تدير عمل ذو نمو سريع يتطلب العديد من التغيير في التفكير والتخطيط. وبتطبيق الاستراتيجيات المذكورة مسبقاً وتعلم التصرف بذكاء سريعاً يساعدك في عملك بالطبع على النمو والنجاح.
العالم الرقمي يتغير باستمرار ونحن بحاجة لأن نكون على اطلاع دائم فاشترك معنا ليصلك كل ما يمكن أن يساعدك في رحلتك نحو التحول الرقمي سواء في العمل أو التعليم أو التواصل.