تَعلُمتعليمتواصل

كم شخص سيقرأ هذا المقال؟

“نحن أمة لا تقرا ولا تكتب” هذه حقيقية علينا أن نعترف بها وأن نعترف أيضا بأن هذا هو أحد أهم أسباب تراجع التعليم في عالمنا العربي. فكيف تريد لنا ولأولادنا أن نتطور وأغلبنا لا يقرأ على الانترنت سوى ما تتداوله المواقع الإلكترونية من اخبار المشاهير والعجائب وأخر صيحات الموضة وأخر الموديلات.

وحتى تلك المواقع الإلكترونية التي تحاول أن تقدم محتوى عربي حقيقي فأغلبها تنقل عن المواقع الغربية نقلا حرفيا في كثيرا من الأحيان دون تبني للمفهوم العربي لما يتم كتابته فيخرج لنا محتوى قاصر وغير مجدي في أغلب الأحيان. نحن ما زلنا نفتقر الى المحتوى العربي الأصيل المكتوب العربية وللعرب لأننا نفتقر لمن يقرأه.

حتى عندما تشترك في أحد المقررات الدراسية العالمية على الإنترنت وتقارنها بالمقررات الدراسية العربية تجد فرقا شاسعا بين الإثنين. ففي المقررات العالمية تستفيد كثيرا مما يكتبه المشاركون أثناء نقاشهم أكثر من استفادتك من المحاضرات الدراسية ذاتها. أما في المقررات العربية فلا يوجد نقاش أصلا وإن وجد فهو يتمحور حول مدح المدرس أو الدكتور الذي يعطي المقرر الدراسي. فنحن ما زلنا غير قادرين على مجاراتهم في الكتابة لأننا ببساطة لا نمارسها بينما هم يمارسونها منذ الصغر وفي المدارس.

ونستغرب بعد كل هذا من أن نسبة المحتوى العربي على شبكة الإنترنت لم تزد عن 3% حتى الأن رغم كل ما يتم بذله من جهود فمعدل الزيادة بالمحتوى باللغة العربية يقل بكثير عن معدل الزيادة في اللغات الأخرى. والسبب واضح فلا يوجد من يقرأ وبالتالي لا يوجد من يكتب. قد تكون هذه نظرة سوداوية لكنها قريبة الى حد كبير من الواقع.

لقد ازداد المحتوى العربي التافه على شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي  بغرض الشهرة لدرجة أن البعض يقول كلما كنت تافها كلما كنت مشهورا

أنظروا الى موقع كـ medium الذي تم تأسيسه مؤخرا على يد أحد المؤسسين السابقين لتويتر. منصة إلكترونية تركز فقط على المقالات التي يقوم بكتابتها الناس. أنظروا الى جودة المحتوى المنشور وقدر الامتاع والفائدة التي ستحصل عليها إن قرأت مقالا هناك. هذا الموقع لا يملك حتى الأن أي نموذج للربح بل ولا يعرف مؤسسوه كيف سيربحون منه مستقبلا ورغم ذلك حصل على تمويل نقدي قبل أيام بحوالي 50 مليون دولار بعد تمويل أخر حصل عليه العام الماضي ب 57 مليون دولار.

هنا يكمن الفرق بيننا وبينهم فهم يحترمون القراءة والكتابة والمحتوى لذلك هم المسيطرون على شبكة الإنترنت أما نحن فلا نملك ذات الاهتمام بأن نقرأ أو يقرأ أولادنا وبالتالي لفا نكتب ولا يكتبون. ولا يوجد من يمول المحتوى العربي الا القليل لأن المحتوى الجيد بحاجة لمن يدفع له.

أرجوكم

ما هو السبيل لنجعل الناس تقرأ وتكتب. لأنك كلما قرأت تمكنت من الكتابة وكلما كتبت قرأت أكثر.

وكيف يمكن أن نمول المواقع والأعمال التي تركز على المحتوى العربي؟

ما الذي يجب فعله لنقدم زيادة حقيقية للمحتوى العربي على شبكة الإنترنت؟

أفيدونا أفادكم الله!!

مواقع عربية لتقرأ عبرها…… فلا عذر لك

هناك بعض المواقع والمنصات العربية التي سهلت أمر القراءة الى حد كبير وساهمت في نشر الوعي بين الناس وبشكل متميز أهمها:

موقع أبجد

يوفر موقع أبجد القدرة على قراءة الكتب العربية الكترونيا دون الحاجة لامتلاكها عبر قاريء الكتب على الأجهزة المتنقلة وذلك بمقابل مادي بسيط شهريا. هذه فرصة كبيرة لتقرأ عددا كبيرا من الكتب دون أن تتحمل عناء البحث عنها أو شراءها بل وأنت مرتاح في بيتك. كما يوفر الموقع القدرة على التعليق على الكتاب وإبداء الرأي والنقاش مع الأخرين حولها أي أنه يشجع على الكتابة أيضا. أليست هذه فرصة عظينة تشجع على القراءة بل والاستمتاع بها؟؟

موضوع

يمكن اعتبار منصة موضوع أكبر موقع موسوعي عربي حيث يوفر كما هائلا من المعلومات التي تمس الحياة اليومية للمواطن العربي. المحتوى في “موضوع” موثق ومتميز الى حد كبير في أغلب المقالات ويوفر عليك مشقة الحصول على المعلومة باللغة العربية والبحث عنها مما يساعد على توفير تجربة قراءة ممتعة الى حد كبير. كما يوفر الموقع للقراء القدرة على المشاركة في الكتابة والتعديل في المقالات لمن يرغب.

aitnews

يعتبر موقع البوابة العربية للأخبارالتقنية الأشهر في نشر الأخبار والمقالات التقنية باللغة العربية خصوصا تلك التي قد يهتم بها قطاع كبير من الناس في عالمنا العربية. تبسيط التقنية وايصالها بشكل سهل للناس ومواكبته بشكل كبير لكل جديد أهم ما يتميز به هذا الموقع مما لا يدع مجالا لأحد لأن لا يكون مثقفا تقنيا.

تعليم جديد

يعتبرهذا الموقع من المواقع المتميزة التي توفر مقالات متخصصة بالتعليم واساليبه وطرقه ومن خبراء التعليم في المنطقة العربية حيث يساعد الى حد كبير على نقل أحدث الأفكار والابتكارات والتقنيات التعليمية الى منطقتنا العربية وبما يناسبها.

جملون

يمكن اعتبار جملون بمثابة أمازون العرب فهي أكبر متجر إلكتروني لبيع الكتب الورقية في الشرق الأوسط. تتميز جملون بسهولة وسرعة ومجانية ايصال الكتب الى أي مكان في العالم وبأسعار معقولة بل وتتيح لك طلب أي كتاب حتى لو لم يكن على قائمة الكتب لديها. بمعني أخر أنت عليك أن تقرأ وسيصلك كتابك الى باب بيتك.

كتاب صوتي

لم تعد القراءة بالعين فقط كما هو الحال دائما فتقنيات الإنترنت وفرت لنا اليوم الفرصة لكي نقرأ باستخدام أذاننا. منصة كتاب صوتي توفر عشرات الكتب الصوتية العربية وفي مختلف المجالات ولعدد كبير من الكتاب العرب ومن العالم والتي يمكنك الاستماع اليها في أي وقت قبل النوم أو عند قيادة السيارة أو عند القيام بأعمالك المختلفة. متعة الاستماع للكتاب لا تقل عن متعة القراءة فهي تزيد من قدرة ذهنك على التفاعل مع النص المكتوب (المسموع) وتجعله جزءا اساسيا من مخيلتك و ذاكرتك فلن تنساه أبدا.

رحم الله تلك الأيام التي كان فيها الجيل القديم يسعى حثيثا للوصول الى كتاب ما ويلقى الكثير من الصعاب حتى يجده.

لا عذر لديك حتى لا تقرأ

لم يعد لدينا العذر فهذه بعض الأمثلة وما زال القادم أفضل. لكن علينا أن نقرأ ختى تظهر لنا مواقع أخرى ومحتوى أعمق. إقرأ لتكتب جيدا ولتتتكلم بشكل افضل ولتعيش بوعي.

اشترك في نشرة تَعلُم الرقمية

العالم الرقمي يتغير باستمرار ونحن بحاجة لأن نكون على اطلاع دائم فاشترك معنا ليصلك كل ما يمكن أن يساعدك في رحلتك نحو التحول الرقمي سواء في العمل أو التعليم أو التواصل.

د/عماد سرحان

إستشاري ومتخصص في المعلوماتية وإدارة المعرفة وتطوير المحتوى بخبرة تزيد عن 24 عاما. حاصل على درجة الدكتوراه والماجستير في نظم المعلومات ووهو مدير مشاريع معتمد من معهد إدارة المشاريع PMP وممارس معتمدا لأتمتة الأعمال ومحترف معتمد في إدارة المعلومات CIP من هيئة إدارة المعلومات في الولايات المتحدة الأمريكية AIIM ومؤلف كتاب “سر النجاح في بناء وتأسيس المواقع الإلكترونية” الصادر عام 2012 عن دار العبيكان للنشر في المملكة العربية السعودية.

تعليق واحد

  1. الحل يبدأ عندنا نحن كاباء و امهات
    لاننا في العادة اذا أردنا شيئا من ابائنا نستمر بالمحاولة سعيا لتحقيقه فلماذا لا نحاول مرارا و تكرارا
    بالاضافة لموضوع القدوة فلو رانا أبناؤنا منذ نعومة اظفارهم نقرأ قراءة ممنهجة منظمة و لدينا برنامج قراءة اسبوعي مثلا…
    لماذا استطعنا ان نجعل في بيوتنا وقتا معروفا لوجبة الافطار ؟
    لماذا لا نفعل ذلك بالنسبة للقراءة مثلا بتخصيص نصف ساعة يوميا او ساعة و نتابع ذلك معهم و نسألهم عن المواضيع التي قرأوها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *