تَعلُمتعليم

العب وتعلم

عندما نتحدث عن التعلم عبر الألعاب الإلكترونية ومقاطع الفيديو يكون دائما حديثا تنظيريا يقف عند حد تعداد المزايا وتبيان العيوب دون أن نفهم فعلا ما يعني أن يتعلم الطلاب عبر لعبة إلكترونية أو مقاطع فيديو. فنحن عندما نتحدث عن الألعاب  التعليمية لا نتحدث عن أي لعبة وعندما نتحدث عن مقاطع الفيديو لا نتحدث عن مجرد تسجيل محاضرة أو تلقين معلومات. إنما نتحدث عن وسائل تم تصميمها بغرض التعلم وليس اللعب أو الترفيه.

قد يتم استخدام الألعاب المخصصة للترفيه والتعلم لأغراض التعليم بتوليفها أو بإعادة تصميمها بشكل يؤدى بها لأن تكون وسيلة تعليمية كما فعلت مايكروسوفت مثلا بلعبة ماينكرفت. لكن اللعبة التي يتم تصميمها بغرض التعليم هي ما نريد. لعبة تقدم للمتعلم (اللاعب) خيارات متعددة يركز كل خيار منها على هدف تعليمي معين نريد ايصاله للمتعلم مثلا أن يجمع ارقام للوصول الى سر الكنز أو أن يكتب عبارة ما ليفتح بابا خفيا وهكذا. طبعا هذا ليس بهذه البساطة فاللعبة ينبغي أن تمثل تحديا (تعليميا) للمتعلم وتعرض له الحقائق والمفردات المعرفية بشكل جميل ومقبول دون أن يشعر من يلعب بأنه يتعلم.

أما مقاطع الفيديووالرسوم المتحركة  فينبغي أن تبتعد عن تلك المباشرة في تقديم المعلومة. ينبغي أن تكون ضمن قصة أو حالة يعيشها من يشاهد مقاطع الفيديو فيستمتع ويتفاعل فيتذكر ويفهم ولا ينسي لأنه من الصعب على أي انسان أن ينسى قصة عاشها أو حالة تعرف عليها. قد تكون تلك الحالة مشكلة ما أو تحديا تدعو المشاهد الى التفكير النقدي أثناء مشاهدته والتفاعل معه بشكل أكبر خصوصا عند مشاهدة المقطع مع الأخرين.

قد يكون هذا امر شائع في الغرب اليوم لكنه في عالمنا العربي قليل وكمثال على تلك الشركات العربية القليلة التي تعمل في هذا المجال شركة الوسائط التي تحاول أن تقدم الألعاب ومقاطع الفيديو بشكل متميز وباللغة العربية وباستخدام أحدث التقنيات في ذلك. فالخبرة التي اكتسبتها الشركة على مدى عشر سنوات جعل فريق العمل لديها يقدم محتوى تعليمي حقيقي ممتع عبر الألعاب والرسوم المتحركة يعتمد على استغلال مهارات التفاعل والتفكير النقدي والتعلم الذاتي لدى المتعلمين حتى لمن هم في سن صغيرة

نحن بحاجة لهكذا مجهود في عالمنا العربي في دعم التعليم والمحتوى العربي على شبكة الإنترنت الذي يعاني بشدة من نقص ذلك المحتوى.  بحاجة لأن نغير مفهوم التعليم لدينا فالأجيال القادمة لن تتعلم بذات الأسلوب الذي تعلمت به أجيالنا. بحاجة لمن يملئ هذا الفراغ والا فسياتي غيرنا ليملئه بما يريد.

اشترك في نشرة تَعلُم الرقمية

العالم الرقمي يتغير باستمرار ونحن بحاجة لأن نكون على اطلاع دائم فاشترك معنا ليصلك كل ما يمكن أن يساعدك في رحلتك نحو التحول الرقمي سواء في العمل أو التعليم أو التواصل.

د/عماد سرحان

إستشاري ومتخصص في المعلوماتية وإدارة المعرفة وتطوير المحتوى بخبرة تزيد عن 24 عاما. حاصل على درجة الدكتوراه والماجستير في نظم المعلومات ووهو مدير مشاريع معتمد من معهد إدارة المشاريع PMP وممارس معتمدا لأتمتة الأعمال ومحترف معتمد في إدارة المعلومات CIP من هيئة إدارة المعلومات في الولايات المتحدة الأمريكية AIIM ومؤلف كتاب “سر النجاح في بناء وتأسيس المواقع الإلكترونية” الصادر عام 2012 عن دار العبيكان للنشر في المملكة العربية السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *