تعلمتعليم

تعرف على أنماط التعليم الإلكتروني وكيف يمكن الاستفادة منه؟

بقلم علياء اسامة من توينكل

على الرغم من تطور الأجيال الحالية وقدرتهم على استخدام التكنولوجيا بسهولة، إلا أنهم في حاجة إلى المساعدة والتوجيه عندما يتعلق الأمر باستخدام أدوات التعليم الإلكتروني. يشمل ذلك على سبيل المثال كيفية التفاعل مع المنصة الإلكترونية المستخدمة والاستفادة القصوى من ميزاتها. كما يشمل أيضًا التعامل مع السحابة الإلكترونية التي تحتوي على المواد الدراسية وكيفية الوصول إليها بفعالية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب توجيه الطلاب حول كيفية الحماية من مخاطر الإنترنت والتعرف على السلوكيات الآمنة أثناء التصفح الإلكتروني. يتفاوت النصائح والإرشادات بحسب طبيعة ونوع التعليم الإلكتروني المعروض.

إن توفير هذا التوجيه والدعم يساعد الطلاب على الاستفادة القصوى من التعليم الإلكتروني، ويمكن أن يسهم في تعزيز تجربتهم التعليمية وتحقيق النجاح في الدراسة عبر الإنترنت.

ما هو التعليم الإلكتروني E-learning؟ 

التعليم الإلكتروني بشكل عام هو استخدام الأدوات الإلكترونية الحديثة، من حاسوب إلكتروني، وشبكة إنترنت، وسحابة إلكترونية ومنصة إلكترونية، لأغراض تعليمية بحيث تضمن تلك الأدوات التفاعل بين المعلم والمتعلم بشكل أفضل مما كان عليه في التعليم التقليدي والتي يمكن تحقيقها من خلال تأسيس مدرسة افتراضية متكاملة.

أنماط  التعليم الإلكتروني

تطبيق التعليم الإلكتروني ليس ثابتا في كل المؤسسات التعليمية بل تختار مؤسسة تعليمة الأسلوب الذي يناسب طلابها ويمكنها تطبيقه.

يمكن تحديد أهم أنماط التعليم الإلكتروني،:

1- التعليم الإلكتروني المتزامن Synchronous E-Learning

وهو النوع الأشهر والأفضل في رأي الكثيرين حيث يكون التفاعل في التعليم المتزامن بين المعلم أو المدرب والطلاب بشكل مباشر وفي الوقت ذاته عبر محادثات الفيديو أو الصوت أو الدردشة النصية، وتتيح هذه المنصات المشاركة الآنية للطلاب من جميع أنحاء العالم في الوقت ذاته.

يتطلب التعليم الإلكتروني المتزامن وجود أدوات تواصل فعّالة، مثل محادثات الفيديو، والصوت، والمحادثات الكتابية لتمكين التفاعل المباشر بين المعلمين والطلاب، ومن أمثلة المنصات التي يمكن استخدامها لتحقيق التعليم الإلكتروني المتزامن: Google Classroom، وZoom، وMicrosoft Teams، إذ يوجد بها جميع هذه الأدوات.

كيف تتعامل مع التعليم الإلكتروني المتزامن؟ 

للاستفادة من التعليم الإلكتروني المتزامن فلابد من تحقيق مجموعة من الاعتبارات لإنجاحه، فالأمر ليس مجرد عقد لقاءات مباشرة وحسب. أهم هذه الاعتبارات:

  • يتعين على المعلم تحضير المواد التعليمية مسبقًا في صورة عرض تقديمي أو فيديو مسجل، ومشاركتها مع الطلاب قبل اللقاء المباشر لمنحهم الوقت الكافي للتحضير.
  • ضمان تفاعل المعلم مع الطلاب أثناء اللقاء المباشر من خلال طرح الأسئلة، وإظهار أمثلة توضيحية بالإضافة إلى إجراء الدروس التطبيقية والتمارن العملية والتواصل مع الطلاب أثناء ذلك واستخدام طرق مختلفة للشرح لمراعاة الفروق الفردية.
  • وجود اتصال جيد بالإنترنت والأجهزة المستخدمة في الاتصال بالإنترنت سواء كانت جهاز حاسوب أو هاتف محمول.
  • الالتزام بالحضور في المواعيد المحددة لضمان عدم ضياع أي وقت.

2- التعليم الإلكتروني غير المتزامن Asynchronous E-learning

على عكس النوع السابق من التعليم، لا يُشترط في هذا النوع من التعليم تواجد المعلم والطالب في الوقت ذاته. ببساطة، يمكن للمعلم أو المدرب تقديم المواد التعليمية وتسجيلها ليتم مشاهدتها من قبل الطالب في أي وقت مناسب له، أو يمكن تحديد الوقت الذي يناسبه من قبل المعلم.

يُعتبر هذا النوع من التعليم أمرًا مثاليًا في حال عدم توافق فروق التوقيت بين دولة الطالب ومكان تواجد المعلم، أو عندما يكون لديك وقت محدود لتعلم المواد.

من أمثلة هذا النوع من التعليم، نجد الفيديوهات التعليمية، والمواد المكتوبة، والمنتديات الإلكترونية التي تتيح التواصل بين المعلمين والطلاب.

بعض المنصات التعليمية التي تُستخدم في التعليم الإلكتروني غير المتزامن تشمل Coursera، Khan Academy، edX، والتي توفر دروسًا ودورات تعليمية من جامعات ومؤسسات تعليمية رائدة حول العالم.

ينبغي تقديم المحتوى التعليمي عبر المنصات التعليمية المخصصة لذلك، مما يتيح للطلاب التفاعل معه ومشاهدته عبر الإنترنت في أي وقت لاحق. ثم المشاركة بعد ذلك في منتديات النقاش أو كتابة التعليقات والآراء والتواصل مع المعلمين والزملاء.

هذا الاسلوب في التعليم تتيح للطلاب مرونة أكبر في تنظيم وقتهم ومواصلة تعلمهم بشكل مستقل وفقًا لاحتياجاتهم الشخصية.

3- التعليم الإلكتروني المختلط أو المدمج Blended Learning

وهو نمط تعليمي يحظى بشهرة كبيرة في العديد من الدول في الوقت الحالي. يتميز هذا النمط بدمج التعليم الإلكتروني مع التعليم التقليدي، مما يتيح للطلاب الفرصة لدراسة بعض المواضيع عن بعد أو القيام بالأنشطة التعليمية في منازلهم.

يتيح هذا النمط للطلاب الاستفادة من درجة عالية من الاستقلالية أثناء عملية التعلم، وفي الوقت نفسه يحتفظون بحياتهم الاجتماعية والقدرة على التواصل مع المعلمين وزملائهم وجهًا لوجه.

من أمثلة التعليم الإلكتروني المدمج، يمكن ذكر استخدام الأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة في الفصول الدراسية التقليدية، واستخدام منصات التعليم الإلكتروني المدمجة في المؤسسات التعليمية أيضًا. هذا يتيح للطلاب الوصول إلى المواد التعليمية في أي وقت يناسبهم.

فيما يخص كيفية التعامل مع التعليم الإلكتروني المدمج، يمكن اتباع الاستراتيجيات التالية لضمان تحقيق النتائج المرجوّة:

  • التأهيل والتدريب: يجب تزويد الطلاب والمعلمين بالتدريب اللازم لفهم كيفية استخدام الأجهزة والتطبيقات التعليمية بشكل صحيح وفعّال.
  • الدعم الفني: ينبغي توفير فريق فني متاح للطلاب والمعلمين لمساعدتهم في حل المشكلات التقنية، وغير التقنية التي قد تنشأ أثناء استخدام التعليم الإلكتروني.
  • التواصل المستمر: يُشجع على التواصل المستمر بين المعلمين والطلاب عبر المنصات التعليمية، وذلك من خلال منتديات النقاش، ورسائل البريد الإلكتروني، وغيرها من وسائل التواصل لضمان تفاعل فعّال ومستدام في عملية التعلم.

4- التعليم الإلكتروني الثابت  Fixed E-learning

يعد التعليم الإلكتروني الثابت أحد أشكال التعليم الإلكتروني التقليدية، حيث يتم استخدام نفس المحتوى التعليمي دون أي تكييف أو تعديل في مضمونه. جميع الطلاب يتلقون نفس المحتوى بنفس طريقة الشرح، مما يجعله جزءًا من فئة التعليم الإلكتروني غير المتزامن. يُعرض المحتوى على المنصات التعليمية ويُقدم دون تغيير أو تخصيص خاص، مما ينتج عنه عدم وجود تفاعل فعّال بين المعلم والطلاب.

من أمثلة التعليم الإلكتروني الثابت تلك الدورات التعليمية المسجلة عبر الإنترنت والتعليم الافتراضي الذي لا يتم دمجه بشكل فعّال في بعض المدارس والجامعات.

يعتبر هذا النوع من التعليم الإلكتروني مناسبًا لبعض الحالات، ولكنه لا يتيح مرونة كبيرة لتكييف المحتوى وتلبية احتياجات متنوعة للطلاب..

5- التعليم الإلكتروني التكيّفي Adaptive E-Learning

كما يشير اسمه، فإن التعليم الإلكتروني التكيفي بعكس النهج السابق، ويمثل نموذجًا جديدًا يستخدمه المعلمون والمدربون لتكييف المواد التعليمية وفقًا لاحتياجات وفروق الطلاب الفردية. يهدف هذا النوع من التعليم إلى جعل عملية التعلم مناسبة لمستوى كل طالب، وضمان تحقيق النتائج المرغوبة من قبلهم.

يُصنف التعليم الإلكتروني التكيفي ضمن فئة التعليم الإلكتروني المتزامن والتعليم الإلكتروني المدمج، لكن يمكن للطلاب أن يتعلموا وفقًا لإمكانياتهم وأوقاتهم الخاصة. ويتم ذلك من خلال تقديم الدعم والتوجيه اللازمين من قبل المعلم، مما يلبي احتياجاتهم الفردية ويوفر لهم الدعم اللازم.

يتطلب التعليم التكيفي استخدام التقنية خصوصا تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لفهم أنماط التعلم التي تتناسب مع كل طالب واحتياجاتهم الفردية. هذا يساعد على تحسين تجربة التعلم الفردية وضمان تحقيق أقصى استفادة من عملية التعلم.

6- التعليم الإلكتروني التفاعلي Interactive E-learning

هو نوع من التعليم الإلكتروني الذي يتيح التفاعل بين المتعلم والمحتوى التعليمي أو المعلم. يتيح هذا النوع من التعليم للمتعلم بدء المحادثات حسب الحاجة، ويشجع على استخدام استراتيجيات التعلم النشط لجذب الطلاب وإشراكهم في عملية التعلم. يمكن ذلك من خلال المشاركة الفعالة والمناقشات، واستخدام الخرائط الذهنية، والعديد من الأساليب الأخرى.

بفضل هذا النوع من التعليم، يمكن للمعلمين أيضًا طلب آراء وتقييمات الطلاب حول طرق الشرح والتوجيه الذي يقدمونه لمواضيع محددة، وبناءً على ذلك، يمكن تكييف العملية التعليمية بشكل فعّال لضمان تلبية احتياجات وتوقعات الطلاب بشكل أفضل. هذا يسهم بشكل كبير في تعزيز فهم وتعلم الطلاب بطريقة تفاعلية وفعالة.

7- التعليم الإلكتروني الخطي Linear E-learning

يعكس نمطًا مختلفًا تمامًا عن الأنماط التفاعلية السابقة. في هذا النوع من التعليم، لا يتيح التواصل المباشر بين المعلم والطلاب، بل يعتمد على إرسال المواد التعليمية بصورة فيديو أو محتوى ثابت.

يرى البعض أن هذا النوع من التعليم مفيدًا في الحصول على معلومات إضافية عن موضوع معين أو للمراجعة الشخصية. ومع ذلك، يعتبر هذا النمط غير عملي في السياقات التعليمية الأكبر حجمًا، مثل الجامعات والمدارس، نظرًا لعدم توفير التفاعل والتوجيه المباشر الذي يمكن أن يكون ضروريًا في بعض الحالات.

تشبه بعض الجوانب التعليمية للتعليم الإلكتروني الخطي نوع التعليم الإلكتروني الثابت فيما يتعلق بالمضمون الثابت وعدم وجود التفاعل الفوري بين المعلم والطلاب.

8- التعليم الإلكتروني المستقل Individual Online Learning

يعتمد التعليم المستقل على الطلاب لتعلم المواد التعليمية بأنفسهم وتحقيق الأهداف المعرفية بشكل مستقل. يشجع هذا النوع من التعليم الطلاب على اعتماد قدراتهم الشخصية في البحث والمذاكرة، ويساهم في تطوير مهارات الاستقلالية والتنظيم.

على الرغم من فعالية هذا النوع من التعليم في تعزيز قدرات الطلاب على الاعتماد على أنفسهم، إلا أنه يظل غير مثالي عندما يتعلق الأمر بمهارات التواصل مع الآخرين. لهذا السبب، يُنصح دائمًا بدمجه مع أنواع أخرى من التعليم الإلكتروني، مثل التعلم الإلكتروني التفاعلي، لضمان تحقيق الاستفادة القصوى من مزيج من هذين النمطين من التعليم. هذا الجمع بين التعليم الفردي والتفاعلي يمكن أن يسهم في تطوير مهارات التواصل الاجتماعي والعمل الجماعي بالإضافة إلى تعزيز التعلم الفردي.

كيف تساعد الطلاب للاستفادة من أدوات التعليم الإلكتروني؟

أولا:  توعية الطلاب حول مخاطر الإنترنت:

  • العمل على تعزيز الوعي حول استخدام الإنترنت وتقديم المعلومات اللازمة حول مخاطر الإنترنت مثل الاحتيال والتنمر الإلكتروني.
  • توفير مصادر تعليمية تتعلق بالأمان عبى الانترنت, إذا كنت تدرس طلابًا صغارًا، يمكنك الاستعانة ببطاقات استخدام الإنترنت بأمان، ومع الطلاب الأكبر سنًا، يمكن استخدام كتيّب التوعية بمخاطر الإنترنت الذي يُقدمه موقع توينكل التعليمي.
  • قدم للطلاب إمكانية التبليغ عن المشكلات، وشرح كيفية الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه أو مؤذي قد يواجهونه.

ثانيا: التعامل مع المنصة الإلكترونية المستخدمة:

  • ساعد الطلاب على فهم واستكشاف واجهة المنصة التعليمية وميزاتها، وذلك عبر إرشادهم إلى كيفية تسجيل الدخول وتصفح المواد التعليمية ونحو ذلك.
  • استخدم وسائل التواصل المختلفة لمساعدة الطلاب في التفاعل مع الزملاء والمعلمين باستخدام الأدوات المتاحة على المنصة، مثل الرسائل والتعليقات والمقابلات المباشرة لشرح الدروس.

ثالثا: التعامل مع السحابة الإلكترونية:

  • العمل على تنظيم الملفات بصورة منهجية لتسهيل الوصول إليها من قِبل الطلاب، وذلك باستخدام المجلدات والتصنيفات المتاحة.
  • تعريف الطلاب بأهمية الاحتفاظ بنسخ احتياطية من الملفات الهامة باستخدام خدمات التخزين السحابي مثل Google Drive أو Dropbox لضمان عدم فقدانها.
  • تقدّديم توجيهات لها علاقة بأمان البيانات الشخصية، مثل استخدام كلمات مرور قوية وتجنب مشاركتها.

رابعا:  التواصل مع الطلاب وتوفير الدروس التفاعلية:

  • الاستفادة من الأدوات التفاعلية من خلال الأنشطة والألعاب التعليمية لتحفيز وتعزيز مهارات التواصل لدى الطلاب.
  • التواصل المستمر مع الطلاب من خلال تقديم محتوى تعليمي تكيّفي ومساعدتهم في تطوير مهارات التعلم الذاتي بالإضافة إلى تقييم أدائهم. يمكنك القيام بذلك باستخدام باستخدام أداة التقييم للمعلمين.
  • توفير مرونة في الوقت والمكان: يمكن تحديد مواعيد مخصصة للتواصل المباشر، ولكن يجب أن تكون المهام الأخرى مرنة ليتمكن الطلاب من تنفيذها في الوقت المتاح لديهم.

,وأخيرا… التعليم الإلكتروني ضروري لتحسين جودة التعليم.

حيث يمنح الطلاب القدرة على تحقيق التقدم الأكاديمي بشكل مستقل في أي وقت ومكان. يتيح لهم الوصول إلى مواد تعليمية تتناسب مع مستواهم والتعرف على مستواهم الفعلي، وذلك بفضل إمكانية المعلم لمتابعة كل طالب وتسجيل المحتوى التعليمي وفقًا لاحتياجاتهم الدراسية. هذا يجعل المعلم والطالب على حد سواء قادرين على التحكم في وقتهم والتفاعل بالطريقة التي تلبي احتياجاتهم بشكل أفضل.

اشترك في نشرة تَعلُم الرقمية

العالم الرقمي يتغير باستمرار ونحن بحاجة لأن نكون على اطلاع دائم فاشترك معنا ليصلك كل ما يمكن أن يساعدك في رحلتك نحو التحول الرقمي سواء في العمل أو التعليم أو التواصل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *