في عالم اليوم سريع التغير، غالبًا ما تفشل الهياكل والمنهجيات التقليدية للشركات في تطوير منتجات رقمية ناجحة. الأنظمة الصارمة والهرمية التي تعمل بشكل جيد في الاعمال الكبيرة أو القائمة على الخدمات ليست مناسبة للطبيعة الديناميكية والمتغيرة لتطوير المنتجات الرقمية. بناء منتج رقمي يقدم قيمة حقيقية للمستخدمين يتطلب عقلية مختلفة تمامًا، تركز على السرعة، التركيز، والتعلم المستمر.
إذا كنت تسعى لتطوير منتج رقمي ناجح، فمن المهم أن تعي الفرق الكبير بين التفكير التقليدي الذي يتبناه مجلس الإدارة أو مكتب إدارة المشاريع، والأسلوب المرن المطلوب لبناء منتجات رقمية تقدم قيمة حقيقية.
الفارق الأساسي بين المشاريع والمنتجات الرقمية
في الشركات الكبيرة، غالبًا ما تكون عملية اتخاذ القرار مركزية داخل مجالس الإدارة أو مكاتب إدارة المشاريع. تعمل هذه الكيانات عادةً بدورات تخطيط طويلة المدى، وعمليات صارمة، وتركيز على تقليل المخاطر. العمل في المشاريع التقليدية عادةً ما يركز على التخطيط المُسبق، الإجراءات الروتينية، والالتزام الصارم بالخطط الزمنية والموازنات والتسليمات.
ربما قد يكون هذا النهج فعالًا في الاعمال التقليدية، إلا أنه غير متوافق مع احتياجات تطوير المنتجات الرقمية. تزدهر المنتجات الرقمية في البيئة التي تعتمد على المرونة، والتجربة، والعمل السريع.
المنتج الرقمي يتطلب:
1. التأكد من وجود المشكلة وصحتها: قبل البدء بأي شيء، يجب أن تتأكد أن المشكلة التي يحاول منتجك حلها موجودة فعلًا ويعاني منها عدد كبير من المستخدمين.
2. تحديد الحل المناسب وتقييمه: إيجاد الحل الأنسب لتلك المشكلة من خلال التفاعل المستمر مع المستخدمين، واختبار الفرضيات بشكل عملي.
المتطلبات الأساسية لتطوير المنتجات الرقمية
لبناء منتج رقمي ناجح، يجب تبني نهج مختلف يركز على حل المشكلات الحقيقية للمستخدمين من خلال السرعة، والتركيز، والتعلم.
1. السرعة مع الحفاظ على الجودة
المنتجات الرقمية تتطلب بيئة عمل مرنة تُتيح التطوير السريع دون المساس بجودة المنتج. يجب أن تكون قادرًا على التحرك بسرعة لتجربة أفكار جديدة والاستجابة لتغيرات السوق واحتياجات العملاء.
2. التركيز في كل مرحلة
التركيز أمر ضروري عند تطوير المنتج. بدلاً من محاولة تحقيق كل شيء دفعة واحدة، ركز على هدف واضح في كل مرحلة.
ففي كل مرحلة من مراحل العمل، يجب أن يركز الفريق على هدف محدد. التركيز الواضح يضمن توجيه الجهود نحو النتائج الأكثر تأثيرًا. هذا يمنع التوسع غير المبرر في النطاق ويبقي الفريق متوافقًا مع مهمة المنتج الأساسية.
3. التعلم المستمر من الأخطاء
العمل التقليدي غالبًا ما يعاقب على الأخطاء، لكن في تطوير المنتجات الرقمية، الأخطاء جزء من العملية. كل خطأ يُمثل فرصة للتعلم والتحسين. ثقافة التعلم المستمر تجعل فريق العمل أكثر مرونة وقدرة على تقديم منتج يلبي توقعات المستخدمين.
الحاجة إلى بيئة عمل مرنة
تتطلب المنتجات الرقمية بيئة عمل تدعم المرونة، التعاون، والقدرة على التكيف. الهياكل التقليدية للشركات، مع تركيزها على العمليات الصارمة واتخاذ القرارات من أعلى إلى أسفل، غالبًا ما تقمع الإبداع والابتكار. على النقيض من ذلك، تعمل فرق المنتجات الرقمية الناجحة في بيئات تشجع على الاستقلالية، التعاون بين الفرق المختلفة، واتخاذ القرارات السريعة.
عبارات مثل:
“هذا الأمر يستغرق شهرين”.
“انتظر حتى يحدث كذا وكذا”.
“لا يمكننا التحرك الآن”.
تعكس بيئة عمل تعاني من البيروقراطية والتسويف، وهي بيئة لا تصلح لتطوير المنتجات الرقمية. المنتج الرقمي لا يحتمل التأخير أو البطء في اتخاذ القرارات، لأن السوق والمنافسة يتحركان بسرعة كبيرة.
ما الذي تحتاجه المنتجات الرقمية؟
تحتاج المنتجات الرقمية إلى:
بيئة ديناميكية: بيئة تُتيح للفريق تجربة حلول جديدة دون قيود صارمة.
سرعة التنفيذ: حيث يتم إطلاق النماذج الأولية بسرعة لاختبار الأفكار وجمع ردود الفعل.
التعلم من البيانات: الاعتماد على بيانات المستخدمين لتحسين المنتج بدلاً من القرارات المبنية على الافتراضات.
ثقافة التعاون: فريق عمل متكامل يشمل مدير المنتج، المصمم، والمطورين، يعملون بانسجام لتحقيق أهداف واضحة.
المنتجات الرقمية….اسلوب عمل مختلف
تطوير المنتجات الرقمية يحتاج إلى أسلوب عمل مختلف تمامًا عن الأساليب التقليدية. عليك أن تعمل في بيئة مرنة تعتمد على السرعة، التركيز، والتعلم المستمر. إذا كنت تسعى لبناء منتج رقمي ناجح، فتأكد من أن بيئة العمل التي تنتمي إليها تتيح لك التحرر من البيروقراطية وتُشجع على الابتكار. المنتج الرقمي الناجح هو الذي يقدم قيمة حقيقية للمستخدم في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة.
العالم الرقمي يتغير باستمرار ونحن بحاجة لأن نكون على اطلاع دائم فاشترك معنا ليصلك كل ما يمكن أن يساعدك في رحلتك نحو التحول الرقمي سواء في العمل أو التعليم أو التواصل.