لقد أثبت نظام الووردبريس أنه ليس نظاما للتدوين أو بناء المواقع الإلكترونية فقط بل هو منصة متكاملة لنباء الأعمال الإلكترونية على اختلاف أنواعها. لقد وفر هذا النظام المجاني والمفتوح المصدر الفرصة لأي شركة أو حتى لأي فرد في أن يتعامل مع التحول الرقمي بسهولة ومرونة وبتكلفة منخفضة. نعم لقد أصبح بالإمكان استخدام الووردبريس كمنصة للأعمال وللتواصل وللتعليم.
الووردبريس يسيطر على الويب…كيف حدث هذا؟
كيف يمكن لتطبيق صغير مجاني مفتوح المصدر أن يسيطر اليوم على ربع المواقع الإلكترونية حول العالم متغلبا على تطبيقات أكثر تكلفة وشهرة؟؟ هذا ما حدث بالفعل لتطبيق الووردبريس المتخصص بإدارة محتوى مواقع الإنترنت حيث أثبتت أخر الاحصائيات بأن 31% من المواقع الإلكترونية على الويب تعمل على منصة ووردبريس بينما تتنازع التطبيقات الأخرى سواء التجارية أو مفتوحة المصدر على 19% أخرى وتبقى حوالي 50% من المواقع الإلكترونية لا تعتمد على نظام لإدارة محتواها.
هذه الأرقام ربما هي التي أجبرت شركة خارتنر للأبحاث على اعتبار الووردبريس كأحد أنظمة إدارة المحتوى للمواقع الإلكترونية وأيضا أحد أنظمة البوابات الإلكترونية في تقاريرها الأخيرة عامي 2014 و 2015جنبا الى جنب مع أنظمة تجارية لشركات كبري.
هذا أمر بحاجة الى الدراسة والتعمق من قبل كل من يبحث عن النجاح سواء من الأفراد أو من الشركات أو ريادي الأعمال لمعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت الى هذا النجاح الكبير والتفوق الذي حققه نظام مجاني تفوق فيه على أنظمة وتطبيقات أنفق عليها الملاين.
بدأ الووردبريس كمنصة للتدوين عام 2004 لكنه تطور خلال السنوات الأخيرة ليصبح أكثر أنظمة إدارة محتوى الويب شهرة واستخداما ليخدم اليوم أكثر من 66 مليون موقع إلكتروني حول العالم
لعل الانفتاح الكبير وعدم الاحتكار تكون الأسباب الحقيقية خلف ذلك النجاح. فالمجانية والمصدر المفتوح وعدم وجود نسخ تجارية أدى الى تكوين مجتمع كبير من المطورين والمبرمجين الذين أحبو النظام وطوروا له وصموا له القوالب الجاهزة فجعلوه يملك من المزايا ما لا يعد ولا يحصي ليتمكن من خدمة أي عمل إلكتروني بشكل فعال مهما كانت حاجته ومتطلباته صغيرا كان أو كبيرا.
إن قدرة الووردبريس على تلقي الإضافات والقوالب المختلفة مع احتفاظه بنواة قوية الى حد ما وسهولة استخدام جعله نظاما منتشرا ومتداولا ومرغوبا من الجميع سواء المطورين أو المستخدمين أو شركات الاستضافة خصوصا مع انخفاض تكلفة بناء موقع إلكتروني عليه مقارنة بأنظمة أخرى. تتوافر في السوق اليوم الاف الإضافات البرمجية والقوالب المجانية أو بمقابل التي يمكن الاختيار منها والتي تمكن من بناء أي شكل من أشكال المواقع الإلكترونية تقريبا.
هل هي الفرصة أم أنه الحظ؟؟؟؟؟؟
استخدامات الووردبريس
أحد أهم عوامل نجاح الووردبريس هو تعدد وتنوع استخداماته بشكل كبير سواء في العمل أوالتعليم أواالتواصل:
استخدام الووردبريس كمنصة عمل
يمكن الاعتماد على ووردبريس في منشآت الأعمال والمؤسسات التعليمية والحكومية لاستخدامه من خلال التالي:
- بناء الموقع الإلكتروني الداخلي: حيث يتوفر للووردبريس الإمكانية لبناء موقع تفاعلي اجتماعي متكامل يربط الموظفين بعضهم ببعض ويقدم لهم المعلومات التي يحتاجونها عن الشركة أو المؤسسة التي يعملون بها. قد يكون الموقع موقع معلوماتي بحت وقد يكون أكثر تطورا عبر توفير أدوات اجتماعية لتواصل الموظفين بعضهم ببعض وتبادل المعلومات والوثائق فيما بينهم. يمكن استخدام نماذج الإدخال وإدارة الوثائق الإلكترونية وأدوات الويكي والدردشة كأدوات معرفية مساعدة في هذا المجال.
- بناء موقع عمل للمشروع: يمكن استخدام الموقع الإلكتروني والووردبريس لبناء محطة عمل لمشروع أو مهمة يعمل عليها فريق عمل مكون من مجموعة من الأفراد المتباعدين جغرافيا. تتوفر الكثير من الإضافات والأدوات التي تساعد على بناء أجندة عمل للفريق وتوزيع المهام وتشارك المعلومات فيما بينهم والنقاش والحوار المباشر وغير المباشر.
- توفير مساحة عمل للموظف: حيث يمكن عبر خاصية تعدد المواقع التي يتمتع بها الووردبريس من توفير موقع خاص لكل موظف أو معلم أو عامل سواء على الموقع الداخلي أو الموقع الخارجي ينشر فيه ما يشاء من معلومات ليشارك بها زملائه ويمارس فيها عمله من خلال ما قد يتوفر له من أدوات يتم ربطها بالموقع كالوثائق الإلكترونية أو أدوات التراسل المباشر أو غيرها.
- بيع وتوفير المنتجات والخدمات: البيع والتجارة والتسويق هي أحد أهم المهام التي يقوم بها الموقع الإلكتروني سواء للأفراد أو للمنشآت على اختلاف أنواعها. يمكن عبر الكثير من الإضافات بناء متجر الكتروني متكامل عبر الووردبريس أو حتى متاجر متعددة تسمح بعرض المنتجات والخدمات وبيعها وتسويقها ومتابعتها وتقديم الدعم للمشترين والتواصل معهم.
استخدام الووردبريس كمنصة تعليمية
يمكن للمعلمين والخبراء والمؤسسات التعليمية استخدام نظام الووردبريس لأغراض التعليم والتعليم الإلكتروني كما يلي:
- يوفر الووردبريس الإمكانية لبناء المقررات الإلكترونية الموجهة للطلاب والمعلمين وفي جميع المستويات التعليمية. يتميز النظام بسهولة البناء والنشر مقارنة بأنظمة إدارة التعلم التقليدية ويمنح حرية كبيرة للمعلم ليبني مقرره بالشكل الذي يراه مناسبا دون قيود. وتتم العملية في الووردبريس بأحد الطرق التالية:
- استخدام المزايا الرئيسية للووردبريس دون إضافات حيث يمكن بناء موقع إلكتروني للمقرر الدراسي واستخدام قالب مناسب للمادة العلمية والتعامل مع الطلاب على أنهم المستخدمين. يمكن هنا استخدام الصفحات لتعبئة الدروس المكونة للمقرر بحيث يكون لكل درس صفحة واحدة على الأقل مع إمكانية أن يرافقها صفحات فرعية. ويتم التفاعل مع الطلاب عبر المقالات التي ينبغي أن يضيفها المعلم ليطرح من خلالها مواضيع للنقاش ومشاكل للحل. يتوفر للمعلم العديد من الإضافات والامكانيات لربط صفحات ومقالات مقرره الإلكتروني بأي مصادر خارجية كفيديو على اليوتيوب أو واجب على edomodo كما تتوفر الكثير من القوالب التي تساعد على أن يظهر المقرر الإلكتروني بشكل يناسب الطلاب.
- استخدام الإضافات: حيث تتوفر عدد من الإضافات التي تساعد على بناء نظام مصغر لإدارة التعلم يمكنك من إدارة أكثر من مقرر دراسي في الموقع الإلكتروني الواحد. توفر هذه الإضافات القدرة على بناء محتوى المقرر الدراسي وتنسيب المعلمين ووضع الواجبات والتقييم الإلكتروني وغيرها من الوظائف الأساسية.
- استخدام الووردبريس كنظام لإدارة عملية التعلم وذلك على وجهين:
- الاعتماد على ووردبريس فقط من خلال استخدام مزايا تعدد المواقع والإضافات المرتبطة بالتعليم وإدارة المستخدمين. حيث سيوفر ذلك بيئة مفتوحة أكثر وجاذبة للمتعلمين وتعطي حرية للمعلم ليصمم مقرره كما يشاء دون قيود، وحرية للمتعلم ليعلق ويشارك ويتفاعل مع المادة العلمية كأي موقع إلكتروني أخر. يمكن توفير موقع إلكتروني لكل طالب ليعبر فيها عما يريد إضافة الى إمكانية توفير موقع إلكتروني لكل معلم ولكل مقرر إلكتروني بحيث يكون لكل موقع خصوصيته وفي ذات الوقت يتم إدارتها من مكان واحد ووفق قوانين واحدة.
- الربط مع نظام موودل لإدارة التعلم Moode: حيث تتوفر الامكانية للربط مع أكثر نظم إدارة التعلم شيوعا في مجال التعلم الإلكتروني في حال كانت الحاجة لبناء مقررات إلكترونية لعدد كبير من المتعلمين وتحوي محتوى كبير حيث أن المحتوى والصفحات الإلكترونية ستكون مهمة ووردبريس باعتباره سيكون مفتوحا أكثر امام الطلاب وتبقى إدارة عملية التعلم على موودل.
ينادي الكثير من المتخصصين بالتخلي عن أنظمة التعلم الإلكترونية التقليدية لصالح أنظمة مفتوحة أكثر كأنظمة إدارة المحتوى دون قيود باعتبارها أنظمة مقيدة ولم تتطور في اغلبها لتوافق جيل اليوم.
استخدام ووردبريس كمنصة للتواصل
هي المهمة الأولي للووردبريس فهو أنشئ أساسا للتواصل حيث تتوفر العديد من الطرق والوسائل لاستخدامه في التواصل أهمها:
- بناء الموقع الإلكتروني للمنشأة: وهو أهم وأبسط وظيفة يقوم بها الووردبريس حيث يمكن عبره نشر موقع إلكتروني عني بالمعلومات والمحتوى وقادر على التواصل مع العملاء أو المستفيدين وأيضا قادر على الترابط مع وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم. لاحظ أن وجود موقع إلكتروني هو عنصر أساسي من أي استراتيجية للتسويق الرقمي لأي شركة.
- تدشين موقع شخصي: يمكن لأي فرد اليوم عبر ووردبريس بناء موقع إلكتروني شخصي يعبر عنه وعن خبرته ومؤهلاته وما يمكن أن يقدمه من خدمات للأخرين. لقد أصبحت هذه العملية سهلة جدا وبكبسة زر.
إن وجود مرجع شخصي لكل واحد فينا على الإنترنت أمر أصبح أكثر أهمية مما سبق فهذا المرجع سيكون الأساس الذي سيسمح للآخرين من شركات ومؤسسات وأفراد ليعرفوا عنك عندما يحتاجون لذلك.
- التدوين: الووردبريس بدأ كمصة للتدوين وما زال يستخدم كذلك من قبل الأفراد والمؤسسات الإعلامية والخاصة. التدوين هو الفرصة التي قدمتها الإنترنت للتعبير عن الخبرة والمعرفة ومشاركتها مع الآخرين والحصول على ردود الفعل من زوار الموقع عبر التعليق المباشر على ما ينشر. لاحظ أن المقالات التي يتم نشرها عبر المدونة هي ما سيشجع العملاء على الوصول لموقعك الإلكتروني فالمحتوى جزء أساسي من التسويق الابتكاري الذي أصبح بديلا عن التسويق التقليدي.
- شبكة تواصل اجتماعي: يمكن اليوم عبر الكثير من الإضافات المتوفرة بناء شبكة تواصل اجتماعي متكاملة عبر الووردبريس قد تكون مفتوحة أو موجه لفئة ما كالمحامين أو الفنانين أو الباحثين ونحو ذلك. قد تتوافر في هذه الشبكة بعض أو كل الأدوات التي يحتاجها أي مجتمع رقمي كالمنتديات والدردشة وخط الزمن والتدوين وانشاء الصداقات وغيرها.
وأخيرا….البرامج المفتوحة المصدر تكسب الرهان
لقد كان الحصول على عمل إلكتروني محترف يكلف الكثير من المال والجهد لكنه اليوم بين ايدينا بسهولة ودون تكلفة تذكر عبر الأنظمة مفتوحة المصدر. فمع توافر أنظمة سهلة و بسيطة ومرنة كالووردبريس لم يعد هناك أي عذر لأي فرد أو شركة أو مؤسسة تعليمية للتحول الرقمي بشكل فوري. لقد أصبح دخول العالم الرقمي عبر موقع إلكتروني محترف أمر في غاية السهولة.
العالم الرقمي يتغير باستمرار ونحن بحاجة لأن نكون على اطلاع دائم فاشترك معنا ليصلك كل ما يمكن أن يساعدك في رحلتك نحو التحول الرقمي سواء في العمل أو التعليم أو التواصل.