التخطيط التقليدي الذي نستخدمه في المشاريع لا يصلح للتعامل مع المنتجات، خصوصًا عندما نتحدث عن المنتجات الرقمية. السبب الرئيسي هو أن المنتجات الرقمية غالبًا ما تكون غير قابلة للتنبؤ، حيث تحتاج إلى الكثير من عمليات الاستكشاف لفهم المشكلة واكتشاف الحل الأمثل لها ولا يمكن للتخطيط التقليدي التعامل مع ذلك.
لماذا؟
اولا: عدم القدرة على الالتزام بمواعيد محددة:
المنتجات الرقمية تتطلب استكشافًا وتجارب متعددة للتأكد من وجود المشكلة وتحديد طبيعة الحل. هذا يجعل الالتزام بمواعيد صارمة لتسليمات محددة (كما في التخطيط التقليدي) أمرًا غير منطقي. حيث سيكون موعد التسليم هنا اهم من المنتج.
ثانيا: التركيز على النتائج بدلاً من التسليمات:
في عالم المنتجات، الهدف هو تحقيق نتائج ذات تأثير ملموس على المستخدمين. النتائج هي التي تصنع الفارق في حياة المستخدم، وليس مجرد تسليمات أو مراحل كما هو الحال في التخطيط التقليدي.
ثالثا: القيمة للمستخدم:
خطة المشروع وخارطة الطريق التقليدية (Roadmap) تركز على تسليم مخرجات في أوقات محددة، بينما يجب أن يتمحور تخطيط المنتجات حول القيمة التي يقدمها المنتج للمستخدم، وهي القيمة التي تؤثر بشكل مباشر على تجربته وحياته.
لتخطيط المنتجات، يمكن استخدام ادوات اخرى تركز على القيمة كأسلوب مخطط قصة الاستخدام (User Story Mapping)، الذي ابتكره Jeff Patton في عام 2014.
هذا الأسلوب يعتمد على تحليل رحلة المستخدم مع المنتج، حيث يتم تقسيمها إلى أنشطة ومهام تسهم كل منها في تقديم قيمة حقيقية للمستخدم. الفكرة الأساسية هي التركيز على تحسين تجربة المستخدم من خلال إضافة ميزات لها أثر ملموس بدلاً من التركيز فقط على التسليمات.
مخطط قصة الاستخدام يعمل على:
-بناء فهم مشترك بين اعضاء الفريق حول احتياجات المستخدم.
-تحديد الأولويات بناءً على القيمة المقدمة للمستخدم.
-تمكين الفرق من تقديم منتج تدريجي يلبي احتياجات المستخدمين بشكل مستدام.
في المنتجات، النجاح لا يُقاس بإنهاء التسليمات، بل بتحقيق نتائج تؤثر إيجابيًا على المستخدم. لذلك، التخطيط التقليدي ليس هو الحل المناسب، بل يجب اعتماد أساليب اخرى تركز على رحلة المستخدم وقيمة المنتج.
العالم الرقمي يتغير باستمرار ونحن بحاجة لأن نكون على اطلاع دائم فاشترك معنا ليصلك كل ما يمكن أن يساعدك في رحلتك نحو التحول الرقمي سواء في العمل أو التعليم أو التواصل.