مع افتتاح المتحف المصري الكبير عاد الجدل مرة أخرى حول طبيعة الخضارة المصرية, هل كانت حضارة موحدة أم حضارة وثنية متعددة الألهة. قمنا بسؤال أداة الذكاء الاصطناعي أو الباحث الذكي Perplexity عن الأمر فكان هذا التقرير المفصل.
التوحيد في الحضارة المصرية القديمة: دراسة شاملة للعلماء والباحثين المؤيدين
يُعدّ موضوع طبيعة العقيدة الدينية في مصر القديمة من أكثر القضايا إثارة للجدل في علم المصريات، حيث انقسم العلماء والباحثون بين مَن يرى أن الحضارة المصرية كانت وثنية متعددة الآلهة، ومَن يؤكد أنها كانت حضارة توحيدية عرفت الإله الواحد منذ فجر التاريخ. يستعرض هذا التقرير الشامل جميع العلماء والمفكرين الذين دافعوا عن نظرية التوحيد المصري، مع تقديم حججهم وأدلتهم التي استندوا إليها في تأكيد هذه الفكرة الجوهرية.
تمتد جذور هذا النقاش إلى القرن التاسع عشر، عندما بدأ علماء المصريات الأوائل في فك رموز النصوص المصرية القديمة واكتشاف محتواها الديني. وقد شكّلت هذه النصوص صدمة للعديد من الباحثين الذين توقعوا أن يجدوا ديانة بدائية وثنية، لكنهم اكتشفوا عوضاً عن ذلك نصوصاً تتحدث عن إله واحد أحد، خالق الكون، أزلي أبدي، لا يُدرك ولا يُرى[1][2][3].
علماء المصريات الأوروبيون الرواد
مانيتون السمنودي: أول المؤرخين المصريين
يُعتبر المؤرخ المصري مانيتون السمنودي (القرن الثالث قبل الميلاد) من أقدم الأصوات التي أشارت إلى التوحيد في مصر القديمة. عاش مانيتون في عصر البطالمة وكان كاهناً مصرياً من مدينة سمنود بمحافظة الغربية، وقد كلّفه الملك بطليموس الثاني بكتابة تاريخ مصر القديمة[1][2][4][5].
يذكر المؤرخ الكبير مانيتون، الذي كتب تاريخ المصريين القدماء منذ حوالي 22 قرناً: “إن هناك أدلة قاطعة بأن الحضارة المصرية كانت توحيدية وليست وثنية”[2][6]. هذه الشهادة المبكرة من مؤرخ مصري عاش في فترة قريبة نسبياً من الحضارة الفرعونية تُعدّ ذات أهمية كبيرة، حيث كان مانيتون يملك إمكانية الوصول إلى النصوص المصرية الأصلية والبرديات المحفوظة في المعابد قبل أن تُفقد في حريق مكتبة الإسكندرية[4][7].
شامبليون وأخوه: مؤسسو علم المصريات الحديث
جان فرانسوا شامبليون (1790-1832)، الذي فكّ رموز الكتابة الهيروغليفية، وأخوه جاك جوزيف شامبليون فيجاك كانا من أوائل مَن أكدوا على الطابع التوحيدي للديانة المصرية القديمة[6][8].
يقول شامبليون: “لقد استنتجنا مما هو منقوش على الآثار صحة ما رواه المؤرخ جامبيليك وما ذكره غيره من المؤرخين، من أن الأمة المصرية القديمة كانت أمة موحدة في عبادتها لله، وأنهم لما تغلغلوا في سبيل التوحيد وقطعوا آخر مراحله، علموا أن الروح أبدية، واعتقدوا بصحة الحساب والعقاب”[6][9].
أما أخوه جاك جوزيف، فقد نشر عام 1839 خلاصة ما توصل إليه شامبليون بعد طول بحث ودراسة، مؤكداً: “إن الديانة المصرية توحيد خالص”[6]. وقد وضع جاك شامبليون هذه الفكرة بوضوح أكبر قائلاً: “الدين المصري هو توحيد خالص، يتجلى خارجياً من خلال تعددية رمزية، أي إله واحد تُجسّد جميع صفاته وخصائصه في عدد من الوكلاء النشطين أو الآلهة المطيعة”[8].
إيمانويل دي روجيه: الباحث الفرنسي الرائد
إيمانويل دي روجيه (Emmanuel de Rougé) يُعدّ من أبرز العلماء الفرنسيين الذين دافعوا عن فكرة التوحيد المصري. في محاضراته عام 1869، قدّم دي روجيه تحليلاً معمقاً للنصوص الجنائزية المصرية، وخاصة كتاب الموتى[3][8][10].
يقول دي روجيه في كتابه “دراسات في الطقوس الجنائزية” (Études sur le rituel funéraire): “إن وحدانية كائن أعلى موجود بذاته، وأزليته، وقدرته المطلقة، والخلق الأبدي في الله؛ خلق العالم وجميع الكائنات الحية المنسوب إلى هذا الإله الأعلى؛ خلود الروح، مكتملاً بعقيدة العقاب والثواب؛ مثل هذا الأساس السامي والثابت الذي، على الرغم من كل الانحرافات وكل الزخارف الأسطورية، يجب أن يضمن لمعتقدات المصريين القدماء مرتبة مشرفة جداً بين أديان العالم القديم”[8][9].
كما أكد دي روجيه أن: “التوحيد بكائن سامٍ وُجد من تلقاء نفسه، أزلي، أبدي، قادر على كل شيء، وخلق العالم كل الكائنات الحية يُعزى ويُنسب إليه، مثل هذه القاعدة السامية الراسخة، يجب أن تضع عقائد المصريين القدماء في أشرف وأكرم مكان بين عقائد العالم القديم”[1][6].
دي لاروج: المؤكد على التسبيح للإله الواحد
دي لاروج (De La Rouge)، عالم الآثار الفرنسي، نشر عام 1869 كتاباً عن ديانة المصريين القدماء، ذكر فيه بعد دراسة متعمقة لعدد من النصوص الدينية: “إن فكرة الكائن العلي الذي أوجد نفسه، الواحد القادر على التجدد الأبدي والخلود كإله، له القدرة على خلق العالم وكل الكائنات الحية، هي فكرة تفسح لعقائد المصريين القدماء مكاناً مشرفاً بين ديانات العالم القديم”[1][6].
كما أكد في كتابه أن: “التسابيح الموجهة لـ الله الواحد كانت تُسمع في وادي النيل قبل خمسة آلاف سنة، وأنهم كانوا يعتقدون في الله العظيم الأحد، خالق البشر، وسانّ الشرائع، والمزوّد بروح خالدة لا تفنى”[1][6][9].
هنري بروجش: العالم الألماني المتخصص
هنري بروجش (Heinrich Brugsch) (1827-1894)، عالم المصريات الألماني الكبير وأول أستاذ لعلم المصريات في جامعة جوتنجن، يُعدّ من أبرز المدافعين عن نظرية التوحيد المصري[9][11][12][13].
يذكر بروجش أن المصريين القدماء كانت عقيدتهم “قمة قمة التوحيد”[6][9]. وقد جمع عدداً هائلاً من فقرات من نصوص مصرية قديمة تؤكد هذا المعنى، منها: “هو الإله واحد أحد لا ثاني له.. لا أحد يعرف تكوينه.. لا شبيه له.. خالق السماوات والأرض والأعماق.. خالق الكون وكل ما فيه وما تحت الثرى”[9].
كما أعلن بروجش “مع دهشة الاكتشاف بأن أولئك القوم (يقصد المصريين القدماء) كانت عقيدتهم قمة قمة التوحيد”[6]. وأضاف أن المصريين في تلك العصور السحيقة “عبدوا الإله الواحد المتعذر وصفه أو إدراكه، الأبدي في صفاته الأسمى”[12].
بيتر لو باج رينوف: المدافع البريطاني
بيتر لو باج رينوف (Peter Le Page Renouf) (1822-1897)، عالم المصريات البريطاني، كان من المؤيدين البارزين لفكرة التوحيد الأصلي في الديانة المصرية القديمة[3][14][15][16].
يقول رينوف: “هناك العديد من العلماء البارزين جداً الذين، مع معرفتهم الكاملة بكل ما يمكن قوله للعكس، يؤكدون أن الدين المصري توحيدي بشكل أساسي، وأن تعددية الآلهة هي فقط بسبب تشخيص صفات وخصائص ووظائف الإله الأعلى”[14].
وقد صاغ رينوف تفسيره للدين المصري كتوحيد بدائي بوضوح ومنهجية مدروسة، مؤكداً أن الآلهة الحيوانية التي سخر منها الكتّاب الرومان كانت انحطاطاً لاحقاً لإيمان توحيدي أصلي أكثر سمواً[3][14].
إرنست أليس واليس بدج: أمين المتحف البريطاني
إرنست أليس واليس بدج (E. A. Wallis Budge) (1857-1934)، أمين القسم المصري في المتحف البريطاني، من أبرز علماء المصريات الذين أكدوا على الإيمان التوحيدي للمصريين القدماء[1][6][17][18].
يقول والس بدج في كتابه عن ديانة قدماء المصريين: “إن التسابيح الموجهة لـ الله الواحد، كانت تسمع في وادي النيل، قبل خمسة آلاف سنة، وأنهم كانوا يعتقدون في الله العظيم الواحد، خالق البشر، وسائر الشرائع، والمزود بروح خالد لا تفنى”[1][6].
ويضيف بدج في كتابه “الأفكار المصرية عن الحياة المستقبلية”: “ستقنع دراسة النصوص الدينية المصرية القديمة القارئ بأن المصريين آمنوا بإله واحد، كان موجوداً بذاته، خالداً، غير مرئي، أزلياً، عليماً بكل شيء، قديراً، وغامضاً؛ خالق السماوات والأرض والعالم السفلي؛ خالق السماء والبحر، الرجال والنساء، الحيوانات والطيور، الأسماك والكائنات الزاحفة، الأشجار والنباتات، والكائنات غير المادية التي كانت رُسلاً ينفذون مشيئته وكلمته”[17][18].
كما أكد بدج في عام 1895: “ويمكننا الآن أن نقول بثقة واطمئنان.. إن المصريين القدماء قد أدرك عقلهم وجود إله واحد.. باطن خفي، لا نهائي، لا تدركه العقول.. أزلي.. أبدي”[6].
جاستون ماسبيرو: موقف متطور
جاستون ماسبيرو (Gaston Maspero) (1846-1916)، عالم المصريات الفرنسي الشهير، له موقف مثير للاهتمام في هذه القضية. في البداية، تبنى ماسبيرو موقف دي روجيه وادعى أن تعدد الآلهة المصري كان ظاهرة ثانوية مشتقة من توحيد سابق[3][19][14].
ومع ذلك، بعد عمله على ترجمة نصوص الأهرام التي اكتُشفت عام 1880-1881، تراجع ماسبيرو عن موقفه الأولي في عام 1888، معترفاً بأن الدراسة المستقلة للنصوص الدينية المصرية قادته إلى التخلي عن آرائه السابقة حول التوحيد المصري[3][14].
رغم ذلك، يظل ماسبيرو من العلماء الذين ساهموا في النقاش حول التوحيد المصري، حيث اعترف في مرحلة مبكرة من بحثه بوجود عناصر توحيدية في الدين المصري، حتى وإن غيّر رأيه لاحقاً بناءً على دراسته للنصوص الأقدم[19][14].
العلماء الأمريكيون والبريطانيون في القرن العشرين
جيمس هنري بريستد: الرائد الأمريكي
جيمس هنري بريستد (James Henry Breasted) (1865-1935)، أول أمريكي يحصل على دكتوراه في علم المصريات من جامعة برلين، قدّم إسهامات مهمة في فهم التطور الديني المصري[20][21][22][23][24].
في كتابه “تطور الدين والفكر في مصر القديمة” (Development of Religion and Thought in Ancient Egypt) الصادر عام 1912، يؤكد بريستد أن “الطبقة المتعلمة قد تقدمت بالفعل من تعدد الآلهة إلى التوحيد”[20][21].
يصف بريستد التطور الديني في مصر قائلاً: “المصري تقدم من تعدد الآلهة إلى التوحيد، من البر الذاتي إلى الاعتراف المتواضع بالخطأ، من الطقوس الشكلية إلى الشركة الداخلية مع الإله”[20]. ويؤكد أن المصريين وصلوا إلى مفاهيم الحكم، والعدالة، والأخلاق، قبل أي حضارة أخرى[20].
مع ذلك، يجب الإشارة إلى أن بريستد رفض التفسير التوحيدي المطلق للديانة المصرية في جميع عصورها، وميل بدلاً من ذلك إلى رؤية سمات وحدة الوجود والهينوثية (عبادة إله واحد مع الاعتراف بوجود آلهة أخرى) في الدين المصري[3][14].
العلماء والمفكرون المصريون المعاصرون
الدكتور نديم السيار: الباحث الموسوعي
الدكتور نديم عبد الشافي السيار، الطبيب الأزهري والباحث المصري، يُعدّ من أبرز المدافعين المعاصرين عن نظرية التوحيد المصري. ألّف كتاباً بعنوان “قدماء المصريين أول الموحدين”، الصادر عام 1995، والذي يُعتبر مرجعاً مهماً في هذا المجال[1][2][6][25][26][27][28][29].
في كتابه، يؤكد الدكتور السيار أن المصريين القدماء هم أول الشعوب الموحدة على الأرض، وأن التوحيد في مصر موجود منذ الأسرة الأولى، بل ومن قبلها[1][26][27]. كما أثبت أن النبي إدريس عليه السلام هو أول من أدخل التوحيد إلى الحضارة المصرية، وأن ديانته التي دعا المصريين إليها هي الحنيفية التي جاء بها من بعده إبراهيم عليه السلام[26][27].
يعتمد الدكتور السيار في كتابه على الكتب السماوية المقدسة الثلاثة (التوراة والإنجيل والقرآن)، وعلى عدد هائل من المراجع الهامة لعلماء المصريات الغربيين[26][27]. كما أثبت أن فرعون الخروج كان واحداً من فراعنة الهكسوس المشركين، وليس من الملوك المصريين العظام[2][26].
الدكتور مصطفى محمود: المفكر الموسوعي
الدكتور مصطفى محمود (1921-2009)، المفكر والطبيب والكاتب المصري الشهير، من أبرز المدافعين عن فكرة التوحيد في الحضارة المصرية القديمة[1][2][6][30][31][32][33][34].
يقول الدكتور مصطفى محمود: “الحضارة المصرية حضارة توحيدية ما هياش حضارة وثنية. صحيح احنا بنشوف في التاريخ والبرديات حكاية 2800 إله، لكن لما نقرأ كتاب الموتى نستعجب لما بيخاطبوا الله سبحانه وتعالى يقولوا: أنت الأول وليس قبلك شيء”[32][33][34].
يضيف الدكتور محمود: “وبعدين ربنا يقول في هذا الكتاب: خلقت كل شيء وحدي ولم يكن بجواري أحد. ده كلام صريح الله. أما إيه الـ2800 [إله]؟ ممكن نفهمها كالعادة زي ما احنا عارفين من مصلحة الكهنوت إنه هو يبقى في 2800 إله، كل إله له معبد وكل إله له قرابين”[32][33].
ويؤكد الدكتور محمود أن “الحضارة المصرية الموحدة كانت نبع الحكمة الذي استقى منه إبراهيم أبو الأنبياء وأبناؤه الديانة الإدريسية الحنيفية الصافية”[1][35][36].
الدكتور وسيم السيسي: عالم المصريات المعاصر
الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات المصري المعاصر، من أبرز المدافعين عن نظرية التوحيد المصري القديم، وقد قدّم العديد من المحاضرات والمقابلات التلفزيونية حول هذا الموضوع[1][37][38][39][40][41][42][43].
يقول الدكتور السيسي: “التوحيد في مصر موجود منذ الأسرة الأولى الفرعونية، والدليل أن الأهرامات مكتوب على متونها بالفرعونية: واحد أحد ليس له ثانٍ، موجد نفسي بنفسي، ليس مثلي أحد”[1][37][38][40].
يؤكد السيسي أن “التوحيد في مصر موجود من قبل الأسرة الأولى أيضاً”، نافياً ما يتردد عن كون أخناتون هو أول من أدخل التوحيد في مصر[1][37][38][41]. كما ينفي السيسي كون المصريين القدماء من عبدة الأوثان، مؤكداً أنهم كانوا يعبدون الإله الواحد الأحد، وكان هناك صلاة ولها وضوء، وكانت هناك غرف مخصصة للوضوء[1][37][38].
يشرح السيسي أن إله الشمس والزراعة وغيره هي صفات وليس المقصود أنهم آلهة، مشيراً إلى أن المصريين القدماء كانوا يعبدون إلهاً واحداً[37][38][40]. كما يؤكد أن “المصري القديم عرف التوحيد منذ الأسرة الأولى وليس فقط في عهد أخناتون”[40][41].
الدكتور زاهي حواس: وزير الآثار السابق
الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات البارز ووزير الآثار المصري السابق، حسم الجدل الدائر حول ديانة المصريين القدماء، مؤكداً أنهم لم يكونوا كفاراً[1][44].
يقول الدكتور حواس: “إن المصري القديم أول من آمن بالإله الواحد وقدّس التوحيد، وهي مرحلة في منتهى الأهمية”[44]. وأضاف أن “أناشيد أخناتون 103، 105، سترى عجائب وحقائق تؤكد أن التوحيد بدأ من مصر القديمة وانتشر في باقي بقاع الأرض بعدها”[44].
كما تحدث الدكتور حواس عن أخناتون باعتباره “فرعون التوحيد”، مؤكداً أهمية دوره في تأكيد العقيدة التوحيدية، رغم أن التوحيد كان موجوداً قبله[45][46][47][48][49].
المفكرون والباحثون الآخرون
هناك العديد من المفكرين والباحثين المصريين الآخرين الذين دافعوا عن نظرية التوحيد المصري، منهم:
الداعية الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذي علّق على ديانة المصريين القدماء قائلاً: “الفراعنة أجمل نسب في القرآن الكريم بعد الانتساب إلى الله عز وجل والانتساب إلى الإسلام.. أحسن وأعلى وأعظم فئة مسلمة ومؤمنة وردت في القرآن كانوا الفراعنة”[1].
المستشار هيثم السحماوي، الذي كتب مقالاً بعنوان “المصريون أول الموحدين بالله”، مؤكداً أن المؤرخ الكبير مانيتون كان أول من أشار إلى أن الحضارة المصرية كانت توحيدية وليست وثنية[2].
الدكتور مجدي شاكر، كبير أثريين بوزارة الآثار، الذي أكد أن “مصر كانت أمة موحدة في عبادتها لله، وإنهم لما تغلغلوا في سبيل التوحيد، وقطعوا آخر مرحلة علموا أن الروح أبدية واعتقدوا بصحة الحساب”[9].
دار الإفتاء المصرية، التي أكدت في بيان رسمي لها أن “الحضارة المصرية القديمة هي نص مقدس من كتاب الله”، وأن “المصريين القدماء لم يكونوا عبدة أوثان، بل كانوا يبحثون عن المعنى الإلهي وراء كل رمز”، وأن “الحضارة المصرية كانت حضارة توحيد”[50].
الأدلة والحجج التي استند إليها المؤيدون
النصوص المصرية القديمة
يستند المدافعون عن نظرية التوحيد المصري إلى مجموعة واسعة من النصوص المصرية القديمة التي تتحدث بوضوح عن إله واحد أحد[1][2][6].
متون الأهرام
من أقدم النصوص الدينية في التاريخ البشري، وهي منقوشة على جدران الأهرامات منذ الأسرة الخامسة والسادسة (حوالي 2494-2181 قبل الميلاد). تحتوي هذه المتون على عبارات صريحة عن التوحيد، مثل: “واحد أحد ليس له ثانٍ، موجد نفسي بنفسي، ليس مثلي أحد”[1][37][38][40].
كما جاء في نصوص الأهرام: “الله واحد وليس له ثانٍ”[2]. وفي متون أخرى: “أيها الواحد الأحد الذي يطوي الأبد، يا مرشد الملايين إلى السبل، يا من يجعل الجنين يكبر في بطن أمه”[40].
كتاب الموتى
يُعدّ “كتاب الموتى” (أو “الخروج إلى النهار”) من أقدم الكتب في تاريخ البشرية، والذي يعود إلى حوالي 4500 قبل الميلاد[1][33][9]. يحتوي هذا الكتاب على نصوص واضحة عن التوحيد.
جاء في كتاب الموتى: “أنت الأول وليس قبلك شيء، وأنت الآخر وليس بعدك شيء”[2][32][33]. وفي موضع آخر: “الإله الواحد الذي وُلد في بدء الزمان… خالق الأرض ومكون الإنسان”[1].
كما ورد في كتاب الموتى: “خلقت كل شيء وحدي ولم يكن بجواري أحد”[32][33][34]. هذا النص يؤكد بوضوح على وحدانية الخالق وعدم وجود شريك له في الخلق.
نصوص الحكمة
تحتوي نصوص الحكمة المصرية القديمة على إشارات واضحة إلى الإله الواحد. يقول الحكيم بتاح حتب من الدولة القديمة (حوالي القرن 27 قبل الميلاد): “ثابت هو من معياره العدالة، الذي يسير وفقاً لطريقه”[20].
في تعليمات الحكماء، يُشار إلى الإله بصيغة المفرد “الإله” (nṯr) وليس بصيغة الجمع، مما يدل على وحدانية المعبود[14].
الصفات الإلهية في النصوص المصرية
جمع العلماء، وخاصة هنري بروجش وواليس بدج، قائمة طويلة من الصفات التي أطلقها المصريون القدماء على الله، والتي تتطابق تماماً مع الصفات الإلهية في الأديان التوحيدية[1][6][17][9].
من هذه الصفات:
الوحدانية: “الله واحد وحيد، ولا يوجد غيره. الله هو الواحد، الواحد الذي خلق كل شيء”[17]. “أنت واحد، وملايين الكائنات تنبثق منك”[14].
الأزلية والأبدية: “الله هو الأول والآخر، وهو أبدي وخالد؛ وقد استمر إلى الأبد ودائماً؛ لقد استمر لعصور لا تُحصى، وسيستمر إلى الأبد”[17].
الخفاء والسرية: “الله هو الكائن الخفي، ولم يعرف أحد شكله. لم يستطع أحد البحث عن شبهه؛ إنه مخفي عن الآلهة والبشر، وهو لغز لمخلوقاته”[17]. “لا أحد يعرف كيف يعرفه، اسمه يبقى مخفياً؛ اسمه لغز لأبنائه. أسماؤه لا تُحصى، هي متنوعة ولا أحد يعرف عددها”[17].
القدرة المطلقة: “الله هو الحياة، ومن خلاله فقط يحيا الإنسان، يعطي الحياة للإنسان، ويتنفس نسمة الحياة في أنفه”[17].
الخالقية: “الله هو الأب والأم، أب الآباء، وأم الأمهات. يلد، ولكن لم يُولَد أبداً؛ ينتج، ولكن لم يُنتَج أبداً. أنجب نفسه وأنتج نفسه. يخلق، ولكن لم يُخلَق أبداً؛ هو صانع شكله الخاص، ومُشكِّل جسده الخاص”[17].
المسلات المصرية: مآذن التوحيد
يشير الباحثون إلى المسلات المصرية العديدة التي تنتشر في أرجاء مصر القديمة، والتي تشير بالإصبع إلى السماء، كدليل على التوحيد[2].
يقول الدكتور مصطفى محمود: “هذه المسلات بمثابة مآذن التوحيد ومصاعد للدعاة في مصر القديمة”[2]. فالمسلة بشكلها المستطيل المرتفع الذي يشير إلى السماء يرمز إلى وحدانية الإله الذي يسكن في الأعلى[2][6].
طبيعة “الآلهة” المصرية
يفسّر المدافعون عن نظرية التوحيد تعدد “الآلهة” في النصوص المصرية بأنها في الحقيقة صفات وتجليات للإله الواحد، وليست آلهة مستقلة[1][6][37][38][8].
يقول شامبليون: “الدين المصري هو توحيد خالص، يتجلى خارجياً من خلال تعددية رمزية، أي إله واحد تُجسّد جميع صفاته وخصائصه في عدد من الوكلاء النشطين أو الآلهة المطيعة”[8].
كما يشرح الدكتور وسيم السيسي أن “إله الشمس والزراعة وغيره هي صفات وليس المقصود أنهم آلهة”[37][38]. فالمصري القديم كان يرمز لصفات الله العليا وقواه الكونية، فكانوا يرمزون له بالصقر مثلاً لأنه يرمز للعلو والقوة[41].
يضيف الدكتور مصطفى محمود أن الـ2800 “إله” يمكن فهمها “كالعادة زي ما احنا عارفين من مصلحة الكهنوت إنه هو يبقى في 2800 إله، كل إله له معبد وكل إله له قرابين”، أي أن تعدد الآلهة كان من صنع الكهنة لمصالحهم الشخصية، وليس من جوهر العقيدة الشعبية[32][33][34].
المقارنة مع الديانات الأخرى
يشير بعض الباحثين إلى أن العديد من المفاهيم والنصوص الدينية في الديانات التوحيدية اللاحقة قد استُقيت من الحضارة المصرية القديمة[1][2][6][40].
يقارن جيمس هنري بريستد في كتابه “فجر الضمير” في آخر 30 صفحة بين المصري القديم وسفر الأمثال في التوراة بالعهد القديم، ويمكن القول بأن العهد القديم نقل ما جاء عند المصريين القدماء بالكامل[40].
كما يؤكد الدكتور السيار أن “الحضارة المصرية الموحدة كانت نبع الحكمة الذي استقى منه إبراهيم أبو الأنبياء وأبناؤه الديانة الإدريسية الحنيفية”[1][35][26].
الردود على الاتهامات بالوثنية
دور التحريف اليهودي
يرى العديد من الباحثين أن اتهام الحضارة المصرية بالوثنية جاء من أعداء هذه الحضارة، وعلى رأسهم اليهود[2][6][39].
يقول سيجموند فرويد في كتابه “موسى والتوحيد”: “عقدة اليهود الأزلية هي الحضارة المصرية القديمة”[2][39]. وقد حاول اليهود تشويه التاريخ المصري من خلال نشر فكرة أن المصريين كانوا عبدة أصنام، وأن موسى عليه السلام كان أول الموحدين[2].
يقول الدكتور وسيم السيسي: “عقدة اليهود الأزلية هي الحضارة المصرية القديمة، فلقد اختلقوا الأكاذيب والافتراءات في حق هذه الحضارة ظلماً وكرهاً وعدواناً”[2][39].
دور الكهنة في التحريف
يفسّر الباحثون ظهور تعدد الآلهة في النصوص والمعابد بأنه كان نتيجة تحريف من قبل الكهنة لمصالحهم الشخصية، وليس من جوهر العقيدة الأصلية[1][2][30][32].
يقول الدكتور مصطفى محمود: “التاريخ الفرعوني كله… من مصلحة الكهنوت أن يكون في 2800 إله، كل إله له معبد وكل إله له قرابين، يلموا من الناس ضرائب ودبايات”[32][33]. كما يلاحظ أن الحاكم والملك أيضاً كان يهمه أن يكون هناك 2800 حزباً “يخبطوا لبعض عشان هو يسلم له الأمور وهو قاعد فوق ويستغل الناس”[32].
دور السياسة في تشويه الصورة
يشير بعض الباحثين إلى أن تصوير الحضارة المصرية القديمة كحضارة وثنية كان له دوافع سياسية واستعمارية[2][39].
يقول الدكتور وسيم السيسي: “الاتهامات الموجهة للحضارة المصرية غير موضوعية وتتجاهل الحقائق التاريخية”[39]. كما أشار إلى أن “النفوذ الفرنسي على الآثار المصرية” كان له دور في منع بعض العلماء الألمان من الوصول إلى مناصب مهمة في مصر، مما أثر على انتشار أبحاثهم حول التوحيد المصري[11].
الموقف من إخناتون والتوحيد الآتوني
إخناتون ليس أول الموحدين
يؤكد جميع الباحثين المدافعين عن نظرية التوحيد المصري أن إخناتون (أمنحتب الرابع) لم يكن أول من دعا إلى التوحيد في مصر، بل كان التوحيد موجوداً قبله بآلاف السنين[1][37][38][40][41][44][45].
يقول الدكتور وسيم السيسي: “التوحيد في مصر موجود من قبل الأسرة الأولى أيضاً”، نافياً ما يتردد عن كون أخناتون هو أول من أدخل التوحيد في مصر[1][37][38][41]. كما يؤكد أن “التوحيد عند المصريين القدماء لم يبدأ عند إخناتون لكنه بدأ من الأسرة الأولى”[40].
دور إخناتون في تأكيد التوحيد
مع ذلك، لا يُنكر الباحثون دور إخناتون في تأكيد وتأصيل العقيدة التوحيدية، وإن كان قد فعل ذلك بطريقة متطرفة أدت إلى رفض شعبي[1][51][52][53][44][45].
يقول الدكتور زاهي حواس: “أناشيد أخناتون 103، 105، سترى عجائب وحقائق تؤكد أن التوحيد بدأ من مصر القديمة وانتشر في باقي بقاع الأرض بعدها”[44].
كما يؤكد الدكتور مصطفى محمود أن دعوة إخناتون للتوحيد “لم يكن للشعب وإنما كان للحاكم أو للحكام الظلمة حينئذ الذين كانوا غزاة على أرض مصر كفرعون الذي كان من الهكسوس، أما الشعب المصري فكان موحداً ومؤمناً بطبيعته”[2].
الموقف النقدي من إخناتون
يتخذ بعض الباحثين موقفاً نقدياً من إخناتون، معتبرين أن محاولته لفرض ديانة آتون بالقوة وإلغاء الآلهة الأخرى كانت خطأً سياسياً ودينياً[1][40][41][45].
يشير الدكتور وسيم السيسي إلى أن إخناتون “أراد أن يغلب مذهباً على مذهب، وهو مذهب الآتونية حيث يتجلى الله وفقاً لمعتقدات هذا المذهب في قرص الشمس، أما الأمونية فهي التي تؤمن بأن الله لا يمكن رؤيته أو معرفة اسمه لأنه فوق مدارك عقول البشر”[40][41].
كما يذكر أن “إخناتون شتت الدنيا، لذلك لم يضعه مانيتو في قوائم الملوك ويعتبره الفرعون المارق بعدما وضع البلد في خلافات طائفية”[40].
الأدلة الأثرية والتاريخية
قِدم الحضارة المصرية ومعرفتها بالتوحيد
يشير الباحثون إلى أن الحضارة المصرية من أقدم الحضارات الإنسانية، وأن معرفتها بالتوحيد تعود إلى آلاف السنين قبل ظهور الديانات التوحيدية المعروفة حالياً[1][2][54][6].
يقول المؤرخ مانيتون إن الحضارة المصرية بدأت من حوالي 12,500 سنة، مؤكداً وجود أدلة قاطعة على أن هذه الحضارة كانت توحيدية وليست وثنية[6][34][9].
الأدلة من الأهرامات والمعابد
تحتوي الأهرامات، وخاصة متون الأهرامات المنقوشة على جدرانها، على نصوص واضحة عن التوحيد[1][37][38][40][41].
يذكر الدكتور وسيم السيسي أن “الأهرامات مكتوب على متونها بالفرعونية: واحد أحد ليس له ثانٍ، موجد نفسي بنفسي، ليس مثلي أحد”[1][37][38][40]. هذه النصوص تعود إلى الأسرة الخامسة والسادسة، أي قبل أكثر من 4500 سنة[3][8].
الأدلة من الطقوس الدينية
يشير الباحثون إلى أن الطقوس الدينية المصرية القديمة، مثل الصلاة والوضوء، تدل على وجود ديانة توحيدية منظمة[1][37][38][40].
يقول الدكتور وسيم السيسي: “المصري القديم كان يعرف الوضوء قبل كل صلاة، وعندما تذهب للحج وتقابل باكستاني تسأل عن بيت الطهارة يقول البردو فيل، وهي كلمة فرعونية قديمة”[38]. كما أن “المصري القديم كان يعرف الطهارة وينويها قبل الصلاة، كما عرفوا الصيام، والدين والشعائر الدينية”[38][40].
الأدلة اللغوية
معاني أسماء الآلهة المصرية
يستند الباحثون إلى المعاني اللغوية لأسماء “الآلهة” المصرية كدليل على التوحيد[17][9].
فالإله “آمون” يعني “الخفي” أو “المستتر”، أي الإله الذي لا يُرى ولا تُدرك ماهيته[8][9]. والإله “أتوم” يعني “التام” أو “الكامل”، أي الكامل في صفاته[9]. هذه المعاني تتطابق مع صفات الإله الواحد في الديانات التوحيدية.
كلمة “الإله” في النصوص
يلاحظ العلماء أن النصوص المصرية القديمة، وخاصة نصوص الحكمة، تتحدث عن “الإله” بصيغة المفرد وليس بصيغة الجمع[14].
يقول الباحث الفرنسي إتيان دريوتون: “الوصايا الخلقية الموروثة عن قدماء المصريين لم تذكر أبداً جماعة الآلهة، وإنما تحدثت دائماً عن الإله بصيغة الواحد”[36][14].
أصل كلمة “دين”
يشير الدكتور وسيم السيسي إلى أن كلمة “دين” نفسها ذات أصل مصري قديم، حيث تتكون من كلمتين مصريتين قديمتين: “دي” ومعناها خمسة باللغة المصرية القديمة، وحرف “النون” معناه شعيرة دينية، أي أن “دين” هي شعيرة دينية خماسية قامت على التوحيد[40].
المنظور الإسلامي
الأنبياء في مصر القديمة
يؤكد العديد من الباحثين المسلمين أن الأنبياء نزلوا في مصر منذ القدم، وأن التوحيد كان موجوداً بفضل دعوتهم[2][26][47].
يشير الدكتور نديم السيار إلى أن النبي إدريس عليه السلام هو أول من أدخل التوحيد إلى الحضارة المصرية، وأن ديانته هي الحنيفية[26][27]. كما أن الأنبياء إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف عليهم السلام نزلوا جميعاً لمصر، وكانت دعوتهم للتوحيد[2][26].
القرآن والحضارة المصرية
يستند بعض الباحثين إلى آيات القرآن الكريم كدليل على وجود التوحيد في مصر القديمة[2][50].
يشير الدكتور مصطفى محمود إلى قوله تعالى: “وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ”[2]. وجود رجل مؤمن من آل فرعون يدل على أن هناك من كانوا يؤمنون بالله الواحد في مصر القديمة.
كما تذكر دار الإفتاء المصرية أن القرآن يتحدث عن قوم يخرون للأذقان سجداً، مما يدل على وجود ممارسات دينية توحيدية في مصر القديمة[50][55].
الخلاصة والاستنتاجات
من خلال هذا الاستعراض الشامل، يتضح أن هناك عدداً كبيراً من العلماء والباحثين، من مختلف الجنسيات والخلفيات العلمية، الذين دافعوا عن نظرية أن الحضارة المصرية القديمة كانت حضارة توحيدية وليست وثنية[1][2][3][6][8][17].
يشمل هؤلاء العلماء رواد علم المصريات الأوروبيين في القرن التاسع عشر مثل شامبليون، دي روجيه، دي لاروج، هنري بروجش، بيتر لو باج رينوف، وإرنست أليس واليس بدج[1][3][6][8][17][14]. كما يشمل علماء القرن العشرين مثل جيمس هنري بريستد[20][21][22]. وفي العصر الحديث، نجد عدداً كبيراً من العلماء والمفكرين المصريين مثل الدكتور نديم السيار، الدكتور مصطفى محمود، الدكتور وسيم السيسي، والدكتور زاهي حواس[1][2][6][37][38][44].
استند هؤلاء العلماء في دفاعهم عن نظرية التوحيد المصري إلى مجموعة واسعة من الأدلة، منها النصوص المصرية القديمة (متون الأهرامات، كتاب الموتى، نصوص الحكمة)، والصفات الإلهية المذكورة في النصوص، والمسلات المصرية، وتفسير تعدد “الآلهة” كصفات وتجليات للإله الواحد، والمقارنة مع الديانات الأخرى، والأدلة الأثرية والتاريخية، والأدلة اللغوية، والمنظور الديني[1][2][6][8][17][9][14].
مع ذلك، يجب الإشارة إلى أن هذا الموضوع ظل محل جدل واسع في علم المصريات، حيث رفض بعض العلماء، مثل أدولف إرمان وغيره، التفسير التوحيدي المطلق للديانة المصرية، مفضلين رؤيتها كديانة متعددة الآلهة أو هينوثية[3][14][56]. كما تراجع بعض العلماء الذين كانوا يؤيدون نظرية التوحيد، مثل جاستون ماسبيرو، بعد دراسة نصوص الأهرام[3][14].
في النهاية، يبقى موضوع التوحيد في الحضارة المصرية القديمة من المواضيع المثيرة للاهتمام والبحث العلمي المستمر، حيث تستمر الاكتشافات الأثرية الجديدة والدراسات المعمقة للنصوص القديمة في إلقاء المزيد من الضوء على هذه القضية المحورية في فهم الحضارة المصرية القديمة وإسهامها في التطور الديني للبشرية[1][2][3][6][8][17][14].
⁂
- https://www.youm7.com/story/2021/1/23/الفراعنة-أول-الموحدين-هل-عرف-المصريون-القدماء-التوحيد-ولماذا-يعدون/5171070
- https://www.zamanarabic.com/2020/01/19/المستشار-هيثم-أوزوريس-يكتب-المصريون-أ/
- https://www.nsspress.com/clements_early_2nd_demo/ch2/sec15.htm
- https://gate.ahram.org.eg/daily/News/203433/86/768604/مرايا/مانيتون-السمنودىالأب-الحقيقى-للتاريخ-المصرى.aspx
- https://ar.wikipedia.org/wiki/مانيثون
- https://alarabi.nccal.gov.kw/Home/Article/7282
- https://www.youm7.com/story/2013/12/13/عالم-مصريات-مانيتو-أول-من-كتب-تاريخ-الفراعنة-منذ-22/1394868
- http://orbisidearum.net/pdf/issue_22_article_141.pdf
- https://www.elwatannews.com/news/details/3765942
- http://www.scielo.org.za/scielo.php?script=sci_arttext&pid=S0259-94222013000100013
- https://www.copts-united.com/Article.php?I=4739&A=701587
- https://cguaa.journals.ekb.eg/article_34114_affb2c4873f1bf50b000006b8f9a0e6e.pdf
- https://ar.wikipedia.org/wiki/هاينريش_كارل_بروغش
- https://www.scribd.com/document/842781496/Conceptions-of-God-in-Ancient-Egypt-The-One-and-the-Many-Erik-Hornung
- https://en.wikisource.org/wiki/The_Religion_of_Ancient_Egypt
- https://books.google.com/books/about/The_Origin_and_Growth_of_Religion_as_Ill.html?id=4c79xOOzryQC
- https://www.jpanafrican.org/ebooks/eBook Egyptian Ideas of the Future Life.pdf
- https://archive.org/download/egyptianideasoff00budguoft/egyptianideasoff00budguoft.pdf
- http://jpanafrican.org/docs/vol8no2/8.2-8-Kiatezua.pdf
- https://www.nytimes.com/1933/10/29/archives/modern-civilizations-debt-to-the-ancient-egyptians-james-henry.html
- https://sacred-texts.com/egy/rtae/index.htm
- https://www.goodreads.com/book/show/9093081
- https://www.pennpress.org/9780812210453/development-of-religion-and-thought-in-ancient-egypt/
- https://en.wikipedia.org/wiki/James_Henry_Breasted
- https://ketabpedia.com/book_author/نديم-السيار/
- https://jarirreader.com/book/17898/قدماء-المصريين-أول-الموحدين
- https://www.thebookhome.com/product/index/39909/القدماء-المصريين-أول-الموحدين
- https://www.noor-book.com/كتاب-قدماء-المصريين-أول-الموحدين-pdf
- https://archive.org/details/AncientEgyptiansMonotheists
- https://qudsnet.com/post/555154/الحضارة-المصرية-القديمة-ما-بين-التوحيد-والوثنية
- https://www.youtube.com/watch?v=c_UgUzmkOO8
- https://www.youtube.com/watch?v=wUNrE3drxC4
- https://www.youtube.com/watch?v=aqiaW2cbFSk
- https://www.youtube.com/watch?v=vPkzWAnANCw
- https://gate.ahram.org.eg/daily/News/204005/11/840374/الاعمدة/قدماء-المصريين-أول-الموحدين.aspx
- https://arabi21.com/story/1369777/المصريون-القدماء-بين-التوحيد-وتعدد-الآلهة
- https://www.elwatannews.com/news/details/4033109
- https://www.cairo24.com/2027916
- https://www.elbalad.news/6647876
- https://www.youm7.com/story/2024/1/26/وسيم-السيسى-التوحيد-ظهر-بمصر-والمصرى-القديم-عرف-الوضوء-قبل/6459173
- https://www.youtube.com/watch?v=fIWCo6c35o8
- https://www.youtube.com/watch?v=XjV42zBL4pg
- https://www.youtube.com/watch?v=GJQbmMA7zAc
- https://gate.ahram.org.eg/News/2810713.aspx
- https://ar.wikipedia.org/wiki/أخناتون
- https://www.dw.com/ar/حواس-يعلن-أن-الملاريا-كانت-سبب-وفاة-ملك-الفرعوني-توت-عنخ-آمون/a-5258961
- https://www.youtube.com/watch?v=2nP7R3fBhAo
- https://www.youtube.com/watch?v=SmnK1KnhWTs
- https://www.youtube.com/watch?v=y35BO_z_E1c
- https://almalnews.com/2082375/الإفتاء-الحضارة-المصرية-القديمة-هي-نص/
- https://st-hum.ru/content/christensen-cs-atenism-birth-monotheistic-religions-ancient-egypt-around-1350-bc-akhenaten
- https://en.wikipedia.org/wiki/Atenism
- https://arce.org/resource/akhenaten-mysteries-religious-revolution/
- https://www.hindawi.org/books/63739739/1/
- https://www.facebook.com/100063562817669/posts/التوحيد-فى-مصر-القديمة-____________________نتكلم-عن-التوحيد-ولكن-بنظرة-معتدلة-نظ/770517515077002/
- https://ia801406.us.archive.org/5/items/handbookofegypti00erma/handbookofegypti00erma.pdf
- https://www.elbalad.news/5897399
- https://www.reddit.com/r/ancientegypt/comments/1ehs1b4/ancient_egyptians_were_monotheist_thing/
- https://www.facebook.com/Rwhislam/posts/ما-أن-تُذكر-الحضارة-المصرية-القديمة-إلا-ويُلصق-بها-فرعون-موسى-الذي-تكبر-وتجبر-وق/1251106483705589/
- https://certitude.org.uk/virtual-library/T0wxeJ/0OK007/AncientEgyptWasAPolytheisticSocietyWhatDoesThisMean.pdf
- https://ar.wikipedia.org/wiki/مصر_القديمة
- https://studycorgi.com/monotheistic-and-polytheistic-civilizations/
- https://en.wikipedia.org/wiki/Decline_of_ancient_Egyptian_religion
- https://www.facebook.com/Science.Faith/videos/الفراعنــة-و-التوحيــد/219814244697345/
- https://www.alarabimag.com/books/19116-قدماء-المصريين-أول-الموحدين.html
- https://www.dailymotion.com/video/x41q1es
- https://archive.org/download/religionofancien00sayc/religionofancien00sayc.pdf
- https://archiv.ub.uni-heidelberg.de/propylaeumdok/4532/1/Assmann_Mono_Pan_and_Cosmotheism_1998.pdf
- https://archive.org/details/godsofegyptianso02budg
- https://readingroo.ms/6/4/3/8/64387/64387-h/64387-h.htm
- https://www.academia.edu/8725643/Egyptian_Gods_I_by_Sir_Ernest_Wallis_Budge
- https://www.athensjournals.gr/humanities/2020-7-3-4-Luyaluka.pdf
- https://ia800502.us.archive.org/19/items/hibbertlectures00renouoft/hibbertlectures00renouoft.pdf
- https://en.wikipedia.org/wiki/E._A._Wallis_Budge
- https://www.jstor.org/stable/24753556
- https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/7/74/The_origin_and_growth_of_religion_as_illustrated_by_the_religion_of_ancient_Egypt,_(IA_origingrowthofre00reno_0).pdf
- https://www.jstor.org/stable/27899432
- https://dialnet.unirioja.es/descarga/articulo/4849625.pdf
- https://en.wikipedia.org/wiki/Emmanuel_de_Rougé
- https://api.pageplace.de/preview/DT0400.9781317792833_A23926518/preview-9781317792833_A23926518.pdf
- https://arz.wikipedia.org/wiki/مانيتون
- https://www.albayan.ae/five-senses/culture/2018-04-16-1.3238874
- https://www.almasryalyoum.com/news/details/2070261
- https://www.alaraby.co.uk/culture/مانيتون-السمنودي-مؤرّخ-كتبَ-قصّة-الحضارة-المصرية
- https://www.facebook.com/photo.php?fbid=978782624273758&id=100064260870515&set=a.454651640020195
- https://www.scribd.com/document/494085368/Egyptian-Gods-and-Goddesses
- https://www.scribd.com/doc/151869884/Adolf-Erman-a-Handbook-of-Egyptian-Religion
- https://www.jstor.org/stable/4140151
- https://avalonlibrary.net/ebooks/Adolf Erman – A Handbook of Egyptian Religion.pdf
- https://www.abebooks.com/9780366524488/Egyptian-Book-Dead-Translation-Commentary-0366524488/plp
- https://archive.org/details/handbookofegypti00erma
https://en.wikipedia.org/wiki/Adolf_Erman
العالم الرقمي يتغير باستمرار ونحن بحاجة لأن نكون على اطلاع دائم فاشترك معنا ليصلك كل ما يمكن أن يساعدك في رحلتك نحو التحول الرقمي سواء في العمل أو التعليم أو التواصل.