تَعلُمتواصل

9 أسرار لتتحدث أمام الناس كالمحترفين

الحديث أمام الناس واتقان الإلقاء مهارة ينبغي أن يتعلمها الصغار والكبار على حد سواء. فهذه المهارة هي التي تمكنك من التعريف بنفسك أو التعبير عن خبرتك أو بيع منتجك أو الترويج لمبدأ أو قيمة ما أو إقناع الآخرين برأيك. واتقانك لهذه المهارة يعني أنك أمام فرص كبيرة للنجاح وستفتح لك الكثير من الأبواب.

مهارة الحديث أمام الناس احد أهم المهارات التي ينبغي لطلابنا أن يتعلموها في المدارس وهي اساس النجاح في أي عمل محترف.

والتحدث أمام الأخرين ليس وراثيا أو صفة تولد مع الأنسان بل هي مهارة يمكنك أن تتعلمها فالتقنية تتيح لنا اليوم مشاهدة كبار المتحدثين حول العالم والتعلم منهم خصوصا محاضرات تيد TED  التي ألهمت الملايين حول العالم بل وغيرت من قواعد التحدث أمام الناس التي كانت متبعة في الماضي.

9 عناصر تميز متحدثي تيد

وقد وضع كارمين جالو Carmine Gallo في كتابه تحدث كتيد Talk Like TED تسعة عناصر أساسية تتميز محاضرات تيد إن اتقنتها فإنك ستكون قريبا ممن وقف على منصة تيد متحدثا في إلقائك واقناعك والهامك الأخرين. والمهارات التسع هي:

  • الحقيقية: أن تكون أنت مقتنعا بما تتحدث به وأن ينبع الحديث من داخلك فتكون متحمسا لما تقول مندفعا له مما يعطي حماسة ايضا لمن يستمع لك فيصدق ما تقول لأنه من نابع من داخلك وليس مجرد تمثيل أو ترويج أو كذب. كن صادقا فيما تقول واجعل جمهورك يشعر بحماستك وصدقك وايمانك.
  • القصة: احكي قصة معبرة عن الموضوع الذي ستتحدث به وحبذا لو تبدأ خطابك بتلك القصة، فالقصة هي ما يلفت الانتباه ويحرك العاطفة عند الناس ويمكن العقل من التفكير عندهم ويصلهم بالواقع. نحن جميعا نحب القصة ونحب سماعها والحديث عنها فلا يمكن أن تنسى قصة سمعتها لكن يمكن أن تنسى آلاف المعلومات التي تتدفق عليك كل يوم.
  • لغة الجسد: استخدم لغة الجسد في إيصال ما تود قوله فحركات اليدين ونبرة الصوت والحركة على المسرح كلها عوامل تؤثر في وصول رسالتك للمستمعين. ينبغي أن تتناغم حركات جسمك مع ما تقول فيظهر صدفك وحماستك حتى تكتسب ثقة الجمهور واحترامهم. لا تعبث بشيء وأنت تتحدث ولا تضع يدك في جيبك وتحرك قدر الإمكان ولا تقف ثابتا ولتناسب نبرة صوتك طبيعة ما تقول ولا تصرخ أو تتجاهل الناس وأنظر إليهم وخاطبهم بلغة العيون قبل اللسان.
  • الابتكار: حاول أن تقدم شيئا جديدا ذا قيمة لجمهورك أثناء حديثك. شيئا مبتكرا مبدعا خاص بك فهذا ما سيلفت انتباههم أكثر وسيذكرونك حتى بعد انتهاء الحديث. لا تكرر معلومات أو جمل ملٌ من سماعها الناس ولا تقلد أحدا ولتكن لك شخصيتك الخاصة بك.
  • المرح: حاول أن تكون مرحا في حديثك قادرا على المزاح وحفيف الظل مبتسما ولكن دون أن يؤثر ذلك على جدية الحديث فتحول الأمر الى سخرية. قد تطلق بعض النكت أو تمزح أو تتصرف بشكل مضحك لكن ينبغي أن يتناسب ذلك مع مضمون الحديث الذي تلقيه. سيكون لهذا تأثير على تقبل الجمهور لما تقول وتفاعلهم معه دون معارضة تذكر ويشعرهم بالسعادة والتفاؤل أكثر فيبقى ما قلته في أذهانهم حتى بعد انتهاء المحاضرة.
  • الاختصار: أختصر فخير الكلام ما قل ودل ولا تطيل في الحديث دون حاجة وحاول أن تقدم معلوماتك بشكل مباشر ودقيق وممتع في ذات الوقت. لاحظ أن عليك أن تقول أهم ما تريد قوله في الربع ساعة الأولى من المحاضرة فالناس تصاب بالإرهاق من الاستماع بعد ذلك، ولا تحاول تكديس المعلومات فالعقل البشري لا يتحمل ذلك كما أن الجمهور سينسى جزء كبير من تلك المعلومات بعد انتهاء المحاضرة. وركز على الأرقام والحقائق في حديثك فلها تأثير قوى على المتلقي أكثر من الكلام المرسل، حاول أن تدعم حديثك باحصائيات على أن تعرضها بشكل مرئي ممتع.
  • العناصر المرئية: استخدم الصور والأفلام أكثر من النصوص المكتوبة في عرضك أثناء حديثك فهذا سيساعد المتلقي على ربط المعلومة التي يحصل عليها بصورة معينة كانت معها مما سيصعب نسيانها بعد ذلك وستكون أكثر تأثيرا من الاعتماد على الشرح أو النصوص المكتوبة فقط، وكما يقال فالصورة خير من ألف كلمة.
  • المفاجأة: حاول أن تقدم مفاجأت غير متوقعة وملفته للانتباه أثناء حديثك معتمدا في ذلك على العاطفة التي يتأثر بها الناس كثيرا ولكن دون كذب أو مبالغة، كأن تسأل سؤالا أو تطرح لغزا محيرا أو تكشف سرا أو تظهر منتجك بشكل مفاجئ أمام الجمهور (كما كان يفعل ستيف جوبز).
  • التلقائية: كن على طبيعتك ولا تتصنع فهذا ما سيقنع الجمهور أكثر. لا تحاول أن تتقمص شخصية غير شخصيتك بما فيها من عيوب لأن الجمهور سيكتشف ذلك إن فعلت وستفقد بذلك ثقتهم. فقط تحدث على سجيتك وستكسب جمهورك بالتأكيد. لكن هذا لا يمنع من أن تتعلم الحديث والكلام أمام الناس بشكل مناسب دون تصنع.

الأمر ليس بسر أو لغز محير ولا يحتاج الى قدرات خارقة. فكلها أمور يمكن لأي واحد فينا أن يقوم بها مع التدريب المستمر والممارسة. كل ما هو مطلوب منك هو أن يكون لديك ما تقوله وتضيف من خلاله قيمة للآخرين فهذا هو الأساس لأي حديث ناجح غير ممل. ترى متى سترى محاضرات الجامعة وخطب الجمعة في المساجد وبرامج الحوار العربية في التلفزيون أكثر تشويقا والهاما؟؟؟

اشترك في نشرة تَعلُم الرقمية

العالم الرقمي يتغير باستمرار ونحن بحاجة لأن نكون على اطلاع دائم فاشترك معنا ليصلك كل ما يمكن أن يساعدك في رحلتك نحو التحول الرقمي سواء في العمل أو التعليم أو التواصل.

د/عماد سرحان

إستشاري ومتخصص في المعلوماتية وإدارة المعرفة وتطوير المحتوى بخبرة تزيد عن 24 عاما. حاصل على درجة الدكتوراه والماجستير في نظم المعلومات ووهو مدير مشاريع معتمد من معهد إدارة المشاريع PMP وممارس معتمدا لأتمتة الأعمال ومحترف معتمد في إدارة المعلومات CIP من هيئة إدارة المعلومات في الولايات المتحدة الأمريكية AIIM ومؤلف كتاب “سر النجاح في بناء وتأسيس المواقع الإلكترونية” الصادر عام 2012 عن دار العبيكان للنشر في المملكة العربية السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *